شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الرجز في الحرب ورفع الصوت في حفر الخندق

          ░161▒ باب الرَّجَزِ في الْحَرْبِ وَرَفْعِ الصَّوْتِ في حَفْرِ الْخَنْدَقِ
          فيه: سَهْلٌ وَأَنَسٌ، عَنِ الرَّسُولِ صلعم وَيَزِيدُ، عَنْ سَلَمَةَ.
          وفيه: الْبَرَاءُ قَالَ(1): (رَأَيْتُ النَّبيَّ صلعم يَوْمَ الْخَنْدَقِ وَهُوَ يَنْقُلُ التُّرَابَ، حَتَّى وَارَى التُّرَابُ شَعَرَ صَدْرِهِ، وَكَانَ كَثِيرَ الشَّعَرِ، وَهُوَ يَرْتَجِزُ بِرَجَزِ عَبْدِ اللهِ:
اللَّهُمَّ لَوْلا أَنْتَ مَا اهْتَدَيْنَا
          إلى قوله:
إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا).
          وَيَرْفَعُ بِهَا صَوْتَهُ. [خ¦3034]
          قال المُهَلَّب: فيه ابتذال الإمام وتولِّيه المهنة في التَّحصين على المسلمين لينشِّط النَّاس بذلك على العمل، ولذلك ارتجز هذا الرَّجز ليُذَكِّرهم ما يعملون ولمن يعملون ذلك، ويعرِّفهم أنَّ الأمر أعظم خطرًا من ابتذالهم وتعبهم.
          وفيه أنَّه لا بأس برفع الصَّوت في أعمال الطَّاعات إذا لم يكن مضعفًا عنها ولا قاطعًا دونها.


[1] قوله: ((البراء قال)) ليس في (ص) والمثبت من المطبوع.