شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب فضل من أسلم من أهل الكتابين

          ░145▒ باب: فَضْلِ مَنْ أَسْلَمَ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابَيْنِ
          فيه: أَبُو موسى قَالَ رسُول اللهِ: (ثَلاثَةٌ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ: الرَّجُلُ تَكُونُ لَهُ الأمَةُ، فَيُعَلِّمُهَا فَيُحْسِنُ تَعْلِيمَهَا، ثُمَّ يُعْتِقُهَا ويَتَزَوَّجُهَا، وَمُؤْمِنُ أَهْلِ الْكِتَابِ الذي كَانَ مُؤْمِنًا، ثُمَّ آمَنَ بالنَّبيِّ ◙، وَالْعَبْدُ الذي يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ، وَيَنْصَحُ لِسَيِّدِهِ). [خ¦3011]
          ثُمَّ قَالَ الشَّعبيُّ: وَأَعْطَيْتُكَهَا بِغَيْرِ ثَمَنٍ، وَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يَرْحَلُ في أَهْوَنَ مِنْهَا إلى الْمَدِينَةِ.
          قال المُهَلَّب: فيه أنَّ من أحسن في معنيين من أيِّ فعل كان من أفعال البرِّ فله أجره مرَّتين، والله يضاعف لمن يشاء، وإنَّما جاء النَّصُّ في هؤلاء الثَّلاثة؛ ليستدلَّ بذلك في سائر النَّاس وسائر الأعمال.
          وفي قول الشَّعبيِّ جواز الامتنان بالعلم والتَّعنيف لخطره لينبِّه على ذلك من يجهل مقداره. /