شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الخروج آخر الشهر

          ░105▒ باب: الْخُرُوجِ آخِرَ الشَّهْرِ
          وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: (انْطَلَقَ الرَّسُولُ صلعم مِنَ الْمَدِينَةِ لِخَمْسٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَقَدِمَ مَكَّةَ لأرْبَعِ لَيَالٍ خَلَوْنَ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ).
          فيه: عَائِشَةُ: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ الله لِأَربَعِ لَيَالٍ بَقِينَ مِنْ ذِي الْقَعْدَةِ، وَلا نُرَى إِلَّا الْحَجَّ) وذكر الحديث. [خ¦2952]
          خروجه ◙ آخر الشَّهر بخلاف أفعال الجاهليَّة في استقبالهم أوائل الشُّهور في الأعمال وتوجيههم ذلك وتجنُّبهم بفضل الشُّهور من أجل نقصان العمر، فبعث الله نبيَّه ◙ يبيح ذلك كلَّه ولم يراع نقصان شهرٍ ولا ابتداؤه، ولا محاق قمرٍ ولا كماله، فخرج في أسفاره على حسب ما تهيَّأ له ولم يلتفت إلى أباطيلهم ولا طيرتهم الكاذبة، وردَّ أمره إلى الله، ولم يشرك معه غيره في فعله فأيَّده ونصره.