شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب التكبير عند الحرب

          ░130▒ باب: التَّكْبِيرِ عِنْدَ الْحَرْبِ
          فيه: أَنَسٌ: (صَبَّحَ النَّبيُّ صلعم خَيْبَرَ، وَقَدْ خَرَجُوا بِالْمَسَاحِي على أَعْنَاقِهِمْ، فَلَمَّا رَأَوْهُ قَالُوا: هَذَا مُحَمَّدٌ وَالْخَمِيسُ، فَلَجَأُوا إلى الْحِصْنِ، فَرَفَعَ النَّبيُّ صلعم يَدَيْهِ وَقَالَ: اللهُ أَكْبَرُ) الحديث. [خ¦2991]
          قال المُهَلَّب: إنَّما فعل النَّبيُّ صلعم هذا استشعارًا لكبرياء الله على ما تقع عليه العين من عظيم خلقه وكبير مخلوقاته أنَّه أكبر الأشياء وليس ذلك على معنى أنَّ غيره كبير وإنَّما معنى قولهم: (اللهُ أكبُر) الله الكبير، هذا قول أهل اللُّغة، وقال معمرٌ عن أَبَان: لم يعط أحدٌ التَّكبير إلَّا هذه الأمَّة، وكذلك يفعل ◙ في أسباب الجبال، ورفع اليدين في الدُّعاء، والتَّكبير استسلامٌ لله تعالى وتبرُّؤٌ من الحول والقوَّة إليه، وقد روى سفيان، عن أيُّوب في هذا الحديث (حَالُوا إلى الحِصْنِ) أي: حوَّلوا إليه. يقال: حِلتُ عن المكان إذا تحوَّلت عنه ومثله أحَلتُ عنه.