شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ما قيل في الرماح

          ░88▒ باب: مَا قِيلَ في الرِّمَاحِ
          وَيُذْكَرُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ الرَّسُولِ صلعم: (جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ على مَنْ خَالَفَ أَمْرِي).
          فيه: أَبُو قَتَادَةَ: أَنَّهُ رَأَى حِمَارًا وَحْشِيًّا فَاسْتَوَى على فَرَسِهِ، فَسَأَلَ أَصْحَابَهُ أَنْ يُنَاوِلُوهُ سَوْطَهُ، فَأَبَوْا، فَسَأَلَهُمْ أَنْ يُنَاوِلُوهُ رُمْحَهُ، فَأَبَوْا، فَأَخَذَهُ.... الحديث. [خ¦2914]
          قال المؤلِّف: ومعنى هذا كالأبواب التي قبله أنَّ الرُّمح كان من آلات النَّبيِّ صلعم للحرب ومن آلات أصحابه، وأنَّه من مهمِّ السَّلاح وشريف القدر؛ لقول الرَّسول: ((جُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي)) وهذه إشارةٌ منه لتفضيله والحضِّ على اتِّخاذه والاقتداء به في ذلك.
          قال المُهَلَّب: وفيه أنَّ الرَّسول صلعم خصَّ بإحلال الغنائم وأنَّ رزقه منها بخلاف ما كانت الأنبياء قبله عليه، وخصَّ بالنَّصر على من خالفه، ونصر بالرُّعب وجعلت كلمة الله هي العليا، ومن اتَّبعها هم الأعلون، وإنَّما ثقف المخالفون لأمره إلَّا بحبلٍ من الله وهو العهد، باءوا بغضبٍ من الله وضربت عليهم الذِّلَّة والصَّغار وهى الجزية، والله الموفق.