شرح الجامع الصحيح لابن بطال

[كتاب العتق]

          ░░49▒▒ كِتَابُ العِتْقِ
          ░1▒ بَابُ مَا جَاءَ(1) فِي العِتْقِ وَفَضْلِهِ، وَقَوْلِهِ ╡: {فَكُّ رَقَبَةٍ. أَوْ إِطْعَامٌ(2) في يَوْمٍ ذِيْ مَسْغَبَةٍ. يَتِيمًا(3)}[البلد:13-15]
          فَيْهِ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَالَ النَّبِيُّ صلعم: (أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِمًا اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْوًا مِنْهُ مِنَ النَّارِ) الحديثَ. [خ¦2517]
          قالَ المُهَلَّبُ: في هذا الحديثِ فضلُ العتقِ، وأنَّه مِنْ أرفعِ الأعمالِ، ومِمَّا يُنجِّي اللهُ به مِنَ النَّار، وفيهِ أنَّ المجازاةَ(4) قد تكونُ مِنْ جنسِ الأعمالِ، فَجُوزِيَ المعتق للعبد بالعتقِ مِنَ النَّارِ، وإنْ كانت صدقةً تصدَّق عليه وأجتنى في الآخرةِ، وهذا الحديثُ يُبيِّنُ أنَّ تقويمَ باقي العبد على مَنْ أعتقَ شقصًا منه إنَّما هو لاستكمالِ عتقِ نفسِهِ مِنَ النَّارِ، وَصَارتْ حُرمةُ العِتْقِ تَتَعَدَّى إلى الأموالِ لفضل النَّجاةِ به مِنَ النَّار، وهذا أولى مِنْ قول مَنْ قال: إنَّما ألزم العتق(5) باقيه لتكمل(6) حرمةُ العبد، وتتمُّ شهادتُه وحدودُه، وهو قولٌ لا دليلَ عليه.


[1] قوله: ((باب ما جاء)) ليس في (ز).
[2] في (ز): ((أو أطعم)).
[3] زاد في المطبوع: ((ذا مقربة)).
[4] صورتها في (ز): ((المجاز له)).
[5] في المطبوع: ((المعتق)).
[6] في المطبوع: ((ليكمل)).