شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب المجن ومن يتترس بترس صاحبه

          ░80▒ باب: التِّرَسَةِ وَالْمِجَنِّ
          فيه: أَنَسٌ: (كَانَ أَبُو طَلْحَةَ يَتَرَّسُ مَعَ النَّبيِّ صلعم بِتُرْسٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ أَبُو طَلْحَةَ حَسَنَ الرَّمْي، فَكَانَ إِذَا رَمَى يشَرَّفُ النَّبيُّ صلعم فَيَنْظُرُ إلى مَوْضِعِ نَبْلِهِ). [خ¦2902]
          وفيه: سَهْلٌ: (لَمَّا كُسِرَتْ بَيْضَةُ الرَّسُولِ صلعم على رَأْسِهِ، وَأُدْمِي وَجْهُهُ، وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ وَكَانَ عَلِي يَخْتَلِفُ بِالْمَاءِ في الْمِجَنِّ) الحديث. [خ¦2903]
          وفيه: عُمَرُ: كَانَتْ أَمْوَالُ بَنِي النَّضِيرِ مِمَّا أَفَاءَ اللهُ على رَسُولِهِ مِمَّا لَمْ يُوجِفِ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ بِخَيْلٍ وَلا رِكَابٍ، وكَانَتْ لِرَسُولِ اللهِ خَاصَّةً، وَكَانَ يُنْفِقُ على أَهْلِهِ نَفَقَةَ سَنَة، ثُمَّ يَجْعَلُ مَا بَقِي في الْكُرَاعِ وَالسِّلاحِ في سَبِيلِ اللهِ. [خ¦2904]
          قال المُهَلَّب: فيه ركوب شيءٍ من الغدر للإمام لحرصه على معاينة نكاية العدوِّ وإن كان احتراس الإمام خطيرًا، وليس كسائر النَّاس في ذلك بل هو آكد.
          وفيه: اختفاء السُّلطان عند اصطفاف القتال؛ لئلَّا يعرف مكانه.
          وفي حديث سعدٍ: جواز امتحان الأنبياء وإيلامهم، ليعظم بذلك أجرهم ويكون أسوةً لمن ناله جرحٌ وألمٌ من أصحابه، فلا يجدون في أنفسهم ممَّا نالهم غضاضةً، ولا يجد الشَّيطان السَّبيل إليهم بأن يقول لهم: تقتلون أنفسكم وتحملون الآلام في صون هذا، فإذا أصابه ما أصابهم فقدت هذه المكيدة من اللَّعين، وتأسَّى النَّاس به فجدوا في مساواتهم له في جميع أحواله.
          وفيه: خدمة السُّلطان.
          وفيه: بذل السِّلاح فيما يضرُّها إذا كان في ذلك منفعةٌ لخطير النَّاس.
          وفيه دليلٌ أنَّ ترستهم / كانت مقعَّرة ولم تكن منبسطة فلذلك كان يمكن حمل الماء بها.
          وفيه: أنَّ النِّساء ألطف بمعالجة الرِّجال والجرحى.
          وقوله: (فَرَقأَ الدَّمُ) قال صاحب «العين»: يقال: رقأ الدَّم والدَّمع رقوءًا: سكن بعد جريه.