شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب حمل الزاد على الرقاب

          ░124▒ باب: حَملِ الزَّادِ عَلَى الرِّقابِ
          فيه: جَابِرٌ: خَرَجْنَا وَنَحْنُ ثَلاثُمائةٍ، نَحْمِلُ زَادَنَا على رِقَابِنَا، فَفَنِيَ زَادُنَا، حَتَّى كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا يَأْكُلُ في كُلِّ يَوْمٍ تَمْرَةً، قَالَ رَجُلٌ: يَا عَبدَ اللهِ، وَأَيْنَ كَانَتِ التَّمْرَةُ تَقَعُ مِنَ الرَّجُلِ؟ قَالَ: لَقَدْ وَجَدْنَا فَقْدَهَا حِينَ فَقَدْنَاهَا، حَتَّى أَتَيْنَا الْبَحْرَ، فَإِذَا حُوتٌ قَدْ قَذَفَهُ الْبَحْرُ، يَعنِي السَّمكَ، فَأَكَلْنَا مِنْها ثَمَانِيَةَ عَشَرَ يَوْمًا مَا أَحْبَبْنَا. [خ¦2983]
          قال المُهَلَّب: هذه التَّمرة إنَّما كانت تغني عنهم ببركة النَّبيِّ صلعم وبركة الجهاد معه، وإنَّما بارك الله لهم في التَّمرة حتَّى وجدوا لها مَسَدًا من الجوعة متبينةً في أجسامهم وصبرهم حين فقدوها على الجوع؛ لئلَّا تخرق العادة عن رتبتها، ولا تخرج الأمور على معهودها المتَّسق في حكمته مع أنَّه قدير أن يخلق لهم طعامًا ويجعل لهم من الحجارة خبزًا ومن الجلاميد فاكهةً، لكنَّه مع قدرته على ذلك لم يخرجهم عن العادة، وفيه التَّرجمة.