شرح الجامع الصحيح لابن بطال

[كتاب التمني]

          ░░94▒▒ كِتَاب التَّمَنِّي. /
          ░1▒ بَابُ: مَنْ تَمَنَّى الشَّهَادَةَ.
          فيهِ أَبُو هُرَيْرَةَ(1): قَالَ النَّبيُّ صلعم: (وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَوْلَا(2) أَنَّ رِجَالًا يَكْرَهُونَ أَنْ يَتَخَلَّفُوا بَعْدِي، وَلَا أَجِدُ مَا أَحْمِلُهُمْ عَلَيْهِ مَا تَخَلَّفْتُ، لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ في سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ(3)). [خ¦7226]
          فيه مِن الفِقْهِ جواز تَمَنِّي الخير وأفعال البرِّ والرَّغبة فيها، وإن علم أنَّه لا ينالها حرصًا على الوصول إلى أعلى درجات الطَّاعة.
          وفيه فضل الشَّهادة على سائر أعمال البرِّ لأنَّه صلعم تمنَّاها دون غيرِها، وذلك لرفيع منزلتِها(4) وكرامة أهلها لأنَّ الشُّهداء أحياءٌ عندَ ربِّهم يرزقونَ، وذلك والله أعلم لسماحة أنفسِهم ببذل مهجتِهم في مرضاة الله ╡ وإعزاز دينِه، ومحاربة مَن حادَّه وعاداه(5)، فجازاهم بأن عوَّضهم مِن فقد حياة الدُّنيا الفانية الحياة الدَّائمة في الدَّار الباقية، فكانت المجازاة مِن حسن الطَّاعة.


[1] قوله: ((أبو هريرة)) ليس في (ت).
[2] في (ت) و(ص): ((لو)).
[3] زاد في ت: ((ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ)).
[4] في (ت) و (ص): ((درجتها)).
[5] في (ت): ((وعاداهم)).