شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب من أتاه سهم غرب فقتله

          ░14▒ باب مَنْ أَتَاهُ سَهْمٌ غَرْبٌ فَقَتَلَهُ.
          فيه: أَنَسٌ: (أَنَّ أُمَّ الرُّبَيِّعِ بِنْتَ الْبَرَاءِ _وَهِيَ أُمُّ حَارِثَةَ بْنِ سُرَاقَةَ_ أَتَتِ النَّبيَّ صلعم فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أَلا تُحَدِّثُنَا عَنْ حَارِثَةَ _وَكَانَ قُتِلَ يَوْمَ بَدْرٍ أَصَابَهُ سَهْمٌ غَرْبٌ_ فَإِنْ كَانَ في الْجَنَّةِ صَبَرْتُ، وَإِنْ كَانَ غَيْرَ ذَلِكَ اجْتَهَدْتُ عَلَيْهِ في الْبُكَاءِ، قَالَ: يَا أُمَّ حَارِثَةَ، إِنَّهَا جِنَانٌ في الْجَنَّةِ، وَإِنَّ ابْنَكِ أَصَابَ الْفِرْدَوْسَ الأعلى). [خ¦2809]
          قال المُهَلَّب: هذا نحو حديث أمِّ حرامٍ إذ سقطت عن دابَّتها فماتت، فهذا وشبهه ممَّا يُستَحقُّ به الجنَّة إذا صحَّت فيه النِّيَّة، وأمَّا قوله: (سَهْمٌ غَرْبٌ) قال أبو عبيد: يقال: أصابه سهمٌ غربٌ إذا كان لا يعلم من رماه. وقال ابن السِّكِّيت: سهمُ غَرْبٍ وسهمٌ غَرْبٍ وغَرَبٍ، وقال غيره: سهمُ غرَبٍ. وحكى الخطَّابيُّ عن أبي زيدٍ قال: سهمٌ غرْبٌ _ساكنة الراء_ إذا أتاه من حيث لا يدرى، وسهمٌ غَرَبٌ _بفتح الراء_ إذا رماه فأصاب غيره. ابن دريدٍ: سهمٌ عائرٌ لا يدري من رماه.