شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب الركوب على الدابة الصعبة والفحولة من الخيل

          ░50▒ باب: الْفُحُولَةِ مِنَ الْخَيْلِ.
          وَقَالَ رَاشِدُ بْنُ سَعْدٍ: كَانَ السَّلَفُ يَسْتَحِبُّونَ الْفُحُولَةَ؛ لأنَّهَا أَجْرَأ وَأَجْسَرُ.
          فيه: أَنَسٌ: (كَانَ بِالْمَدِينَةِ فَزَعٌ فَاسْتَعَارَ الرَّسولُ صلعم فَرَسًا لأبِي طَلْحَةَ، يُقَالُ لَهُ: مَنْدُوبٌ، فَرَكِبَهُ، وَقَالَ: مَا رَأَيْنَا مِنْ فَزَعٍ، وَإِنْ وَجَدْنَاهُ لَبَحْرًا). [خ¦2862]
          لا فقه في هذا الباب، وإنَّما فيه أنَّ فحول الخيل أفضل للرُّكوب من الإناث لشدَّتها وجرأتها، ومعلوم أنَّ المدينة لم تخل من إناث الخيل، ولم ينقل أنَّ النَّبيَّ صلعم ولا جملة أصحابه ركبوا غير الفحول، ولم يكن ذلك إلَّا لفضلها على الإناث، إلَّا ما ذكر عن سعد بن أبي وقَّاص أنَّه كان له فرس أنثى بلقاء.