شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب فضل الخدمة في الغزو

          ░71▒ باب: فَضْلِ الْخِدْمَةِ في الْغَزْوِ.
          فيه: أَنَسٌ: صَحِبْتُ جَرِيرَ بْنَ عبدِاللهِ، فَكَانَ يَخْدُمُنِي، وَهُوَ أَكْبَرُ مِنْ أَنَسٍ، قَالَ جَرِيرٌ: رَأَيْتُ الأنْصَارَ يَصْنَعُونَ شَيْئًا بالنَّبيِّ صلعم لا أَجِدُ أَحَدًا مِنْهُمْ إِلَّا أَكْرَمْتُهُ. [خ¦2888]
          وفيه: أَنَسٌ: (خَرَجْتُ مَعَ النَّبيِّ صلعم إلى خَيْبَرَ أَخْدُمُهُ، وَقَالَ: كُنَّا مَعَ النَّبيِّ صلعم أَكْثَرُنَا ظِلًّا الذي يَسْتَظِلُّ بِكِسَائِهِ، وَأَمَّا الَّذِينَ صَامُوا فَلَمْ يَعْمَلُوا شَيْئًا، وَأَمَّا الَّذِينَ أَفْطَرُوا فَبَعَثُوا الرِّكَابَ وَامْتَهَنُوا وَعَالَجُوا، فَقَالَ النَّبيُّ ◙: ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالأجْرِ). [خ¦2890]
          قال أبو عبدالله بن أبي صُفرة: فيه أنَّ أجر الخدمة في الغزو أعظم من أجر الصِّيام؛ إذ كان المفطر أقوى على الجهاد وطلب العلم وسائر الأعمال الفاضلة من معونة ضعيفٍ أو حملٍ ما بالمسلمين إلى حمله حاجةٌ.
          وفيه: أنَّ التَّعاون في الجهاد والتَّفاضل في الخدمة من حلٍّ وترحالٍ واجبٌ على جميع المجاهدين.
          وفيه: جواز خدمة الكبير للصَّغير إذا رعى له شرفًا في قومه أو في نفسه أو نجابةً في علمٍ أو دينٍ أو شبهه، وأمَّا في الغزو فالخادم المحتسب أفضل أجرًا من المخدوم الحسيب.