شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب ظل الملائكة على الشهيد

          ░20▒ باب ظِلِّ الْمَلائِكَةِ على الشَّهِيدِ.
          فيه: جَابِرٌ: (جِيءَ بأبي إلى النَّبيِّ صلعم وَقَدْ مُثِّلَ بِهِ، وَوُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَذَهَبْتُ أَكْشِفُ عَنْ وَجْهِهِ، فَنَهَانِي قَوْمِي، فَسَمِعَ صَوْتَ صَائِحَةٍ، فَقِيلَ: بَنْتُ عَمْرٍو، أَوْ أُخْتُ عَمْرٍو، فَقَالَ: لِمَ تَبْكِي؟ أَوْ فَلاَ تَبْكِي، مَا زَالَتِ الْمَلائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا، حَتَّى رُفِعَ). [خ¦2816]
          قال المُهَلَّب: هذا من فضل الشَّهادة وضع الملائكة أجنحتها عليه رحمةً له.
          وفيه أنَّ النِّياحة ليست الشِّدَّة في النَّهي عنها إلَّا إذا كان معها شيءٌ من أفعال الجاهليَّة من شقٍّ وخمشٍ ودعوى الجاهليَّة على ما تقدَّم في كتاب الجنائز. [خ¦1291 وما بعده]
          وفيه أنَّ الشَّهيد والرَّجل الصَّالح ومن يُرجَى له الخير لا يجب أن يبكى عليه، ألا ترى أن الرَّسول صلعم قال لها: (لِمَ تَبكِينَ) فأخبرها بالأمن عليه في الآخرة، وإنَّما البكاء على من يخشى عليه النَّار، ويشهد لهذا المعنى حديث أمِّ حارثة إذ قالت للنَّبيِّ صلعم ((أخبرني بمنزلة ابني فإن كان في الجنَّة صبرت واحتسبت)).