الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما يجوز من الاحتيال والحذر مع من تخشى معرته

          ░160▒ (باب مَا يَجُوزُ) أي: بابُ بيانِ الذي يجوزُ (مِنَ الاِحْتِيَالِ) بيانٌ لـ((ما))، والاحْتِيالُ _بسكون الحاء المهملة وكسر المثناة الفوقية_ مصدَرُ: احتالَ، بمعنى: الحيلةِ (وَالْحَذَرِ) بفتح الحاء المهملة والذال المعجمة.
          قال في ((القاموس)): الحِذْر _بالكسر، ويحرَّكُ_: الاحتِرازُ، كالاحتِذارِ والمَحذُورةِ، والفعلُ: كعَلِمَ، وهو حاذورةٌ وحِذْرِيانٌ وحَذِرٌ وحَذُرٌ، والجمعُ: حَذِرونَ وحَذَارى؛ أي: مُتيقِّظٌ شديدُ الحذَرِ، انتهى.
          (مَعَ) متعلِّقٌ بالاحتيالِ، وفي بعضِ النُّسخِ: <من> الجارَّةِ بدلَ: ((مع))، فيتعلَّقُ بـ((الحذَرِ)) (مَنْ تَخْشَى) بفتح التحتية أو الفوقية وبالبناء للفاعل للأكثر، وبالبناءِ للمفعولِ لأبي ذرٍّ، فقوله: (مَعَرَّتَهُ) منصوبٌ على الأولِ، ومرفوعٌ على الثاني، وهو بفتح الميم والعين المهملة وتشديد الراء فهاء تأنيث متحركة مضافةٍ لضميرِ ((مَن))؛ أي: فَسادُه وشرُّه.