الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب من حبسه العذر عن الغزو

          ░35▒ (بَابٌ): بالتَّنوين (مَنْ حَبَسَهُ): أي: منعه (الْعُذْرُ): بضمِّ العين المهملة وسكون الذَّال المعجمة فراء، الاسم من عَذَره من باب ضَرَب، كما في ((المصباح))، وهو اصطلاحاً: وصفٌ يقوم بالمكلَّف يُناسبه التَّسهيل عليه (عَنِ الْغَزْوِ): متعلِّق بـ((حبسهِ))، وجواب ((من)) الشرطيَّة محذوفٌ يقدَّر نحو: فله أجرُ الغازي؛ أي: إذا كان من نيَّته الغزو في سبيلِ الله لولا العذر، ويُقاس به كلُّ طاعةٍ إذا منعه عن فعلها مانعٌ إذا كان مِن نيَّته فعلُها لولا العذرُ، ويجوزُ ترك تنوين ((باب)) و((من)) موصُولةٌ أو نكرة موصُوفةٌ في محلِّ جرٍّ بالإضافةِ؛ أي: باب بيانِ فضل أو الشَّخص الذي حبسَه العذرُ عن الغزو، وقد يُقال: إنَّ هذا الوجه هو الظاهرُ، وإن اقتضَى كلام الشُّرَّاح الاقتصَار على الأوَّل، فتأمَّل.