الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

[أبواب السهو]

          ♫
          ░░22▒▒ (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ): وسقطت البسملةُ من بعض الأصول (بَابُ): سقط لأبي ذرٍّ فالترجمة ما بعده (مَا جَاءَ فِي السَّهْوِ): أي: الواقعِ في الصلاة (إِذَا قَامَ): أي: المصلِّي (مِنْ رَكْعَتَي الْفَرِيضَةِ): أي: من غير جلوسٍ للتشهُّدِ الأول، وللكُشميهني والأصيلي وأبي الوقت وابن عساكر: <من ركعتي الفرض>.
          والسهو: مصدر سها بمعنى: غفل.
          قال في ((القاموس)): سها في الأمر كدعا سهواً وسُهُوًّا: نسيَهُ وغَفَل عنه، وذهب قلبهُ إلى غيره فهو ساهٍ وسهوان، والسَّهوُ: السكونُ، وقال فيه: نسيَ الأمر نِسياً ونِسياناً ونِساوةً _بكسرهنَّ_ ونسوة: ضدُّ حفظه، ومثله في ((الصحاح)).
          فقول ((الفتح)): وفرَّق بعضهم بين السهو والنسيان وليس بشيءٍ، انتهى. لعله أرادَ به في اللغة، فلا يُنافي أن بعضهم فرَّقَ بينهما بأن السهوَ: ذهاب الشَّيء من المخيلةِ وبقاؤهُ في الحافظة، والنِّسيانُ: ذهابه منهما معاً أو بغير ذلك، وحينئذٍ فلا يرد عليه اعتراضُ العيني: بأنه هو الذي ليس بشيءٍ، بل بينهما فرقٌ دقيق، انتهى.
          وحكم السَّهو: طلبُ السُّجودِ لأجله، وسيأتي الخلاف في الباب بين كونه سنَّةً أو واجباً، وكونه قبل السَّلامِ أو بعده، وبيَّضَ له فتأمَّل.