الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب الحمائل وتعليق السيف بالعنق

          ░82▒ (باب الحَمَائِلِ) أي: حمائلِ السَّيف كقولهِ تعالى: {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ} [البقرة:31] وهي بفتح الحاء المهملة والميم، جمع: حميلة، كجميلة، وهي ما يُقلد به السيف، قاله في ((الفتح)) واعترضَه في ((العمدة)) فقال: هذا ليس بصحيحٍ؛ إذ الحميلة ما حمله السَّيل من الغُثاء، وإنما هي جمع حِمالة _بالكسر_ وهي علاقةُ السَّيف، مثل المحمل، قاله الخليل، وقال الأصمعيُّ: حمائل السَّيف، لا واحد لها من لفظها، وإنما واحدها محمل، انتهى.
          وردَّه في ((الانتقاض)) فقال: هذا من إساءةِ الأدب، ومن أين له هذا الحصر أنَّ الحميلةَ لا تقال إلا لما يحمله السَّيل، ولا يلزم من قولهم: حمالة السَّيف، بالألف منع حميلة _بالياء_،فالله المستعان، انتهى.
          ويؤيِّده قول ((القاموس)): المحمل _كمنبر_ علاقة السَّيف، كالحميلة والحِمَالة _بالكسر_،انتهى فاعرفه.
          (وَتَعْلِيقِ السَّيْفِ بِالْعُنُقِ) أي: بالرقبة، و((تعليق)) بالجرِّ عطف على الحمائل؛ أي: باب جواز اتخاذ الحمائل وما بعدها.
          قال ابنُ المنيِّر: مقصودُ المصنِّف من هذه التراجم أن يبيِّن زي السَّلف في آلة الحرب، وما سبقَ استعماله في زمنِ النبيِّ صلعم ليكون أطيب للنَّفس وأنفى للبدعةِ.
          وقال ابن بطَّال: فائدةُ هذا الباب أنَّ السيوفَ تقلَّد في الأعناقِ ردًّا على من اختار أن يربط السيف في الحزام، ولا يتقلد في العنق، انتهى.