الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب السبق بين الخيل

          ░56▒ (بابُ السَّبْقِ بَيْنَ الْخَيْلِ): أي: مشروعيَّة المسابقَةِ بينها لتتمرَّنَ على الرَّكضِ، ولا تختصُّ المسابقَةُ بالخيلِ، بل تكون بكلِّ ذي حافرٍ من خيلٍ وبغالٍ وحميرٍ وذي خفٍّ من إبلٍ وفيلَةٍ، وذي نصلٍ، كسِهامٍ ورِماح ومسلَّات ورمي بأحجارٍ بيدٍ أو مقلاعٍ، فالمسابقةُ بجميعِ ما ذُكرَ سنَّة ولو بعِوَض، وتفصيل ذلك مبسوطٌ في الفروعِ / .
          و((السَّبق)) بفتح السِّين المهملة وسكون الموحَّدة، مصدر سبقته من باب ضَرَب، وبتحريك الباء الرَّهن الذي يُوضَع لذلك، وهو المالُ الذي يدفعُ إلى السَّابق، والمرادُ المصدرُ، قاله في ((الفتح))، وقال في ((المصباح)): سَبَق سَبْقاً من باب ضَرَب، وقد يكون للسَّابق لاحقٌ كالسَّابق من الخيلِ، وقد لا يكون كمَن أحرزَ قصبةَ السَّبق فإنَّه سابقٌ إليها ومنفرد بها ولا يكونُ له لاحقٌ، قال الأزهريُّ: تقول العربُ للذي سبقَ من الخيلِ: سابقٌ وسَبُوقٌ مثل رَسُول، وإذا كان غيرُه سبقَه كثيراً: فهو مُسَبَّق مثقَّل اسم مفعول، والسَّبَق _بفتحتَين_:الخَطَرُ وهو ما يتراهنُ عليه المتسَابقان، وسبَّقته _بالتشديد_:أخذتُ منه السَّبق، وسبَّقته: أعطيتُه إيَّاه، قال الأزهريُّ: وهذا من أضدادِهِ، وسابقَه مُسَابقةً وسِبَاقاً، وسابقُوا إلى كذا: استبَقُوا إليه.