الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب اللهو بالحراب ونحوها

          ░79▒ (باب اللَّهْوِ) أي: جواز اللَّهو أو مشروعيَّته (بِالْحِرَابِ) بكسر الحاء المهملة، جمع: الحَربة _بفتحها_:معروفةٌ.
          وقال في ((القاموس)): الحَرْبَة: الآلة، والجمع: حرابٌ، وفسادُ الدِّين، والطَّعْنة، والسَّلَب، وبلا لام: موضعٌ ببلادِ هُذيل أو بالشَّام، ويوم الجمعة، والجمع: حَرَبَات وحَرْبات، بالكسر: هيئةُ الحَرْب.
          (وَنَحْوِهَا) أي: الحرَاب من بقيَّة آلات الحرْب كالسَّيف والتِّرس والقَوْس.
          قال في ((الفتح)): كأنَّه يشيرُ بقوله: ((ونحوها)) إلى ما روى أبو داوُد والنَّسائي وصحَّحه ابن حبَّان من حديث عُقبة بن عامر مرفوعاً: ((ليس من اللهو))؛ أي: المشروع أو المطلوب، إلَّا تأديب الرجل فرسَه، وملاعبتَه أهله، ورميَه بقوسِهِ ونبلهِ.
          تنبيه: قال الكورانيُّ: اللهو ما يدفعُ به الهم والحزن، واللعبُ: ما يُجلبُ به الفرح والسرور، انتهى.
          لكن قال في ((القاموس)): لها لهواً: لعب كالنَّهي، وقال في ((المصباح)): اللهو معروفٌ، تقول أهل نجد: لَهَوت عنه أَلهُو لُهِيًّا، والأصل على فُعُول من باب قَعَد، وتقول أهلُ العالية: لَهِيتُ عنه أَلْهَى من باب تَعِب، ومعناه: السُّلوان والتَّرك، ولَهَوْت به لَهْواً من باب قَتَل: أُوْلِعْت به وتلَهَّيتُ به أيضاً.
          قال الطُّرطُوسي: أصل اللَّهو التَّرويح عن النَّفس بما لا تقتضيهِ وألهَاني الشيءُ _بالألف_:شَغَلني، انتهى.