الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

[كتاب العيدين]

          ♫
          ░░13▒▒ كِتَابُ العِيْدَيْنِ
           (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ) سقطت البسملة لأبي ذرٍّ من رواية المستملي، وكذا لابن عساكر على ما في الفرع وأصله، وثبتت للباقين هنا، وأخَّرها بعضهم عن قوله:
          (كِتَابُ العِيْدَيْنِ) وثبت لأبي ذرٍّ من رواية المستملي: <أبواب العيدين> بالجمع بدل: ((كتاب العيدين)).
          ░1▒ (بَابٌ: فِي الْعِيدَيْنِ) سقطت: <في> لبعضهم (وَالتَّجَمُّلِ فِيهِ) عطف على: ((العيدين))، واقتصرَ الباقون على: <باب في العيدين والتجمل فيه> ووقع في بعض النُّسخ ونُسِبت لابن عساكر، وابن شبويه هكذا: <باب ما جاء في العيدين والتجمل فيه> والمرادُ: باب فيما يتعلَّق بالعيدين، إذ ليس في الباب، ولا فيما بعده بيانُ تمام كيفية صلاتهما ولا حكمها، ولعلَّه لم يثبتْ عنده في ذلك حديثٌ على شرطِهِ، وسنذكرها _إن شاء الله تعالى_ في باب: سنة العيدين لأهل الإسلام.
          تثنية عيد للفطر والأضحى، وأصلهُ: عود، فقلبت الواو ياء لسكونها، وانكسار ما قبلها، واشتقاقُهُ من العَود _بفتح العين_ الرُّجوع لتكرُّره كلَّ عامٍ، وقيل: لعَود السُّرور بعَودِه، وقيل: لكثرةِ عوائدِ اللهِ فيه على عبَاده، وجمعه: أعياد _بالياء_ كتثنيته للزُومِها في مفرده، أو للفَرقِ بينه وبين جمع عود: الخشب، والتَّجمُّل _بضم الميم_ مصدر تَجمَّل _بفوقية أوله_ وهو التَّزيُّن مطلقاً كما في ((القاموس)) وغيره.
          وأمَّا قول البرماويِّ _كالكرمانيِّ_ وهو التَّزين بالثياب، فلعلَّه باعتبار حديث الباب، فتأمَّل.
          وضمير: ((فيه)) بالإفراد للأكثر عائدٌ إلى جنسِ العيد، أو إلى كلِّ واحدٍ من العيدين، وللكُشميهني: <فيهما> بالتثنية، وهي ظاهرةٌ، وكما يُسمَّى ما ذكر عيداً يسمَّى يوم الجمعة عيداً، وما أحسن ما قيل:
عِيدٌ وَعِيدٌ وَعِيدٌ صِرْنَ مُجْتَمِعَةً                     وَجْهُ الْحَبِيبِ وَيَوْمَ الْعِيدِ وَالْجُمُعَةِ