الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب السرعة في السير

          ░136▒ (بابُ السُّرْعَةِ): بضمِّ السِّين المهملةِ وسكون الراءِ؛ أي: / بابُ بيانِ استحبَابِ السُّرعةِ وهي الاستعجَالُ (فِي السَّيْرِ): أي: في المشيِ، لكن عند الرُّجوعِ من السَّفرِ إلى الوطنِ.
          (قَالَ): ولأبي ذرٍّ: <وقال> (أَبُو حُمَيْدٍ): بضمِّ الحاءِ المهملةِ، هو عبدُ الرحمنِ الأنصَاريُّ السَّاعديُّ، وقيل: اسمهُ المنذرُ بن سعيدٍ، وقيل: عُمر، شهدَ أحداً وما بعدَها، وعاشَ إلى خلافِة يزيدَ، كذا في ((التقريب)).
          (قَالَ النَّبِيُّ صلعم: إِنِّي مُتَعَجِّلٌ): بضمِّ الميمِ وفتحِ الفوقيَّة وكسرِ الجيمِ المشدَّدة؛ أي: مسرعٌ.
          ففي ((القاموس)): العَجَلُ والعَجَلةُ: السُّرعة، وهو عَجِلٌ بكسرِ الجيمِ وضمِّها وعاجِلٌ وعَجيلٌ من عَجالى وعُجَالَى وعِجالٍ وعَجِلَ كفَرِحَ وعَجَّل تَعْجيلاً وتَعجَّلَ.
          (إِلَى المَدِينَةِ، فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَتَعَجَّلَ): بفتحاتٍ والجيمِ مشدَّدة (مَعِي فَلْيُعَجِّلْ): بضمِّ التحتيَّة وكسرِ الجيمِ المشدَّدة، ولأبي ذرٍّ: <فليتَعجَّل> بفتحِ الجيمِ مشدَّدة وزيادة تاءٍ مفتوحةٍ.
          قال المهلَّبُ: تعجُّلُه عليه السَّلام إلى المدينةِ ليريحَ نفسَهُ ويفرح أهلهُ، وتعجُّلهُ إلى المزدلفةِ ليتعجَّلَ الوقُوفَ بالمشعَرِ الحرامِ، وتعجَّلَ ابنُ عمر إلى زوجتهِ ليدرِكَ من حيَاتهَا ما يمكنهُ أن تعهدَ إليه بما لا تعهد إلى غيره.
          وهذا الحديثُ المعلَّقُ تقدَّم وصلهُ مطولاً في كتاب الزَّكاةِ، ومُطابقتهُ للتَّرجمةِ في قوله: ((إنِّي متعجِّلٌ...)) إلخ.