الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب تمني المجاهد أن يرجع إلى الدنيا

          ░21▒ (باب تَمَنِّي الْمُجَاهِدِ) أي: الذي قُتِل في سبيل الله، وفي بعض الأصول: <تمني الشهيد> وتمنِّي: بتشديد النون المكسورة، وأصلها الضم فكسرت لتسلم الياء عن قلبها واواً، مصدر تمنى بفتحها مضاف لفاعله، وأكثر ما يستعملُ التَّمني في المستحيلِ كما هنا.
          وقوله: (أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا) بفتح همزة ((أن)) في تأويل مصدر مفعول ((تمني)) أي: باب بيان وقوعِ تمنِّي المجاهد رجوعَه إلى الدنيا؛ ليجاهدَ فيُقتل في سبيلِ الله مرةً أخرى، لما يرَى من إكرامِ الله تعالى له في الجنَّة بسببِ أنَّه بذلَ نفسَهُ لإعلاءِ كلمَةِ اللهِ تعالى.