الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب: الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة

          ░43▒ (بابٌ: الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ): و((الخيل)) اسمُ جمعٍ لا واحدَ له من لفظِه كالقومِ، وقال أبو عُبيدة: واحدُه خائلٌ، وقال في ((المصباح)): الخيلُ معروفةٌ، وهي مؤنَّثةٌ ولا واحدَ لها من لفظِهَا، والجمع خيولٌ، قال بعضُهم: وتُطلَق الخيلُ على العرابِ والبرَاذين وعلى الفرسَانِ؛ أي: ومنه: يا خيلَ اللهِ اركبِي، قال: وسُمِّيتْ خيلاً؛ لاختيالها، وهو إعجَابها بنفسِها مرَحاً، انتهى.
          و((نواصيها)) جمعُ ناصيةٍ _بالنُّون والصاد المهملة_ معروفةٌ، ولعلَّ ((في)) بمعنى: على، أو بمعنى: الباء، وقد وُجِدَ في بعضِ الأصولِ كذلك، قال الكرمانيُّ: ((معقود))؛ أي: ملازمٌ لها، وجعلَ النَّاصيةَ كالظَّرف لـ((الخير)) مبالغة، وهي الشَّعر المسترسلُ في مقدَّمِ الرَّأس، وقد يكنَى بالنَّاصيةِ عن جميعِ ذات الشَّيء، يقال: فلانٌ مباركُ النَّاصيةِ؛ أي: مبارك الذَّات، وقوله: ((الخير)) بمعنى: الأجرِ والمغنمِ، نائبُ فاعل ((معقودٌ)) الواقع خبراً لـ((الخيل))، و((في نواصيهَا)) متعلِّقٌ بـ((معقود))، وقال العينيُّ: ((الخيل)) مبتدأٌ، وقوله: ((معقود)) مرفوعٌ على أنَّه خبرُ المبتدأ المؤخَّر وهو ((الخير))، والجملةُ خبرُ المبتدأ الأوَّل، انتهى، ولعلَّ ما قلنَاه أولى، وقوله: (إلى يَوْمِ الْقِيَامَةِ) متعلِّقٌ بـ((معقود)).