الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب مبادرة الإمام عند الفزع

          ░116▒ (بَابُ مُبَادَرَةِ الإِمَامِ): أي: جواز مبادرتهِ بالخروجِ قبل القوم (عِنْدَ الفَزَعِ): بفتح الفاء والزاي؛ أي: الخوف ليكشفَ الحال، وقال العينيُّ: الفزعُ في الأصل الخوف، فوضعَ موضِع الإغاثة والنَّصر؛ لأنَّ من شأنه الإغاثة والدَّفع عن الحريم مراقبٌ حذرٌ.
          قال ابنُ الأثير: ومنه حديث: ((لقد فزعَ أهلُ المدينة ليلاً فركبَ النَّبي فرساً لأبي طلحةَ)) أي: استغاثوا يقال: فزعتُ إليه فأفزَعَني؛ أي: استغثْتُ إليه فأغاثني، وأفزعْتُه: إذا أغثْتُه، وإذا خوَّفته، انتهى.
          وقال في ((المصباح)): فزِعَ فزعاً فهو فزع خاف، وأفزعْتُه وفزَّعته ففزِعَ، وفزعتُ إليه لجأتُ فهو مفزاع؛ أي: ملجأ، انتهى.
          وقال في ((القاموس)): الفزع _بالتحريك_:الذُّعر والفرَق، والجمع: أفزاع، مع كونه مصدراً، والفعل كفَرِح ومَنَع، فَزْعاً، ويكسر ويحرك، والاستغاثةُ والإغاثة؛ ضدٌّ، فزعَ إليه ومنه، ولا تقل: فَزَعَه، أو فَزِع إليهم: استغاثهم، وفَزَعَهم كمَنَع وفَرِح: أغَاثَهم ونَصَرَهم، كأَفْزَعَهم أو كفَرِح انتصَرَ، وإليه لجأَ، ومن نومهِ: هبَّ، وأفزَعْتُه: نَبَّهته، وكمَقْعَد، ومَرْحَلة: الملْجَأ، وكلاهما للواحد والجمع، والمذكر والمؤنث، أو كمَرْحَلة، مَن يُفْزَع منه، أو من أجلِهِ، انتهى.