الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب فضل من حمل متاع صاحبه في السفر

          ░72▒ (بابُ فَضْلِ): أي: باب بيان فضيلةِ (مَنْ حَمَلَ مَتَاعَ صَاحِبِهِ فِي السَّفَرِ): ((من)) بفتح الميم موصُولة أو نكرة موصوفة في محلِّ جرٍّ بالإضافة، و((حمل)) بفتحاتٍ وأوَّله حاء مهملةٌ مُتعدٍّ لواحد وهو ((متاع))، والمَتاع بفتح الميم وتخفيف الفوقيَّة.
          قال في ((المصباح)): هو في اللُّغة: كلُّ ما يُنتفع به كالطعامِ والبزِّ وآلاتِ البيتِ، وأصلِ المتاعِ: ما يتبلَّغُ به من الزَّاد، وهو اسمٌ من متَّعته بالتَّثقيل: إذا أعطيته ذلك، والجمع أمتعَةٌ، قال: ومتعةُ الطَّلاقِ من ذلك، ومتَّعتُ المطلَّقَة: إذا أعطيتها إيَّاه؛ لأنَّها تنتفِعُ به، انتهى.
          و((صاحبه)) مضافٌ إليه ومضَافٌ إلى الضَّميرِ العائدِ إلى ((مَن))، و((في السَّفر)) بفتح السِّين والفاء، متعلِّقٌ بـ((حمل)) أو حالٌ من ((صاحبِهِ)) أو ((متاع)) أو من ((مَن)) فافهم، والمرادُ بـ((السَّفر)): سفرُ الجهادِ ليُناسِبَ كتابَ الجهادِ، ويحتملُ أن يُريدَ مطلق السَّفر، فيشمل الجهاد.