الفيض الجاري بشرح صحيح الإمام البخاري

باب ما قيل في الجرس ونحوه في أعناق الإبل

          ░139▒ (بَابُ مَا قِيلَ): بالبناء للمجهول؛ أي: ورد (فِي الجَرَسِ): أي: في كراهته، وهو بفتحِ الجيم والراء، وهو معروفٌ، وحكى عياضٌ إسكانَ الراء، والأصوبُ أنَّ الذي بالفتح ما يعلَّق في عنق الدَّابة وغيره فيصوت، والجرْسُ _بالإسكان_:الصوتُ، يقال: أجرسَ: إذا صوَّتَ، ويجمع على أجراس، كذا في ((العمدة)).
          وقال في ((المصباح)): الجرْسُ مثال فلْس: الكلامُ الخفيُّ، يقال: لا يسمعُ له جرسٌ ولا همسٌ، وسمعتُ جرْسَ الطَّير: وهو صوتُ منَاقِيرها، وجرس فلانٌ الكلامَ: نغَّمَ به، والجرَسُ معروفٌ، والجمع: أجراس، مثل سبب وأسباب.
          (وَنَحْوِهِ): أي: كالقِلادة والوتر، وقوله: (فِي أَعْنَاقِ الإِبِلِ): حالٌ أو صفةٌ للجرسِ أو نحوه؛ أي: حال كونها تُعلَّق في أعناق الإبل؛ أي: لدفع العين أو لغير ذلك، ومثل الإبل نحو البغال والصِّبيان، وخصَّ الإبل بالذكر لورودِ الخبر فيها بخصُوصها؛ لأنه غالبٌ فيها.