التوضيح لشرح الجامع البخاري

{وإن كانَ ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}

          ░52▒ قوله: ({وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ...}) الآية [البقرة:280]
          4543- ثُمَّ ساق حديثَ عائشة ♦ المذكورَ معلَّقًا بقوله: (وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ...) ثُمَّ ساقه، وذكر الإسماعيليُّ أنَّه لم يقف على وجه دخول هذا الخبر في هذا الباب في تفسير الآيات الَّتي ذكرها، قلتُ: لعلَّ وجهَه أنَّ هذِه الآيات متعلِّقةٌ بآيات الرِّبا والإشارة في ذلك إلى الجميع، قال شُرَيْحٌ: وهذِه الآية مخصوصةٌ بالرِّبا لأنَّها تعقب آية الرِّبا، فأمَّا غيرُه فلا يترك إلى مَيسرة لقوله تعالى: {إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء:58]، وخُولِفَ في ذلك وأنَّه حكمٌ مبتدأ بعد ذلك، وقيل: إنَّها ناسخةٌ لِما كان في الجاهليَّة مِنْ بيع مَنْ أعسر فيما عليه مِنَ الدُّيون، وإن كان حرًّا، وقد قيل: إنَّه كان يُباع في أوَّل الإسلام ثُمَّ نُسخ، وفيه حديثٌ، وذهب اللَّيث بن سعدٍ إلى أنَّه يؤاجر ويقضي دينَه مِنْ أجرته، وهو قول الزُّهْريِّ وعمر بن عبد العزيز وروايةٌ عن أحمد.