التوضيح لشرح الجامع البخاري

قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}

          ░10▒ قَوْلُهُ: ({وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ...} الآية[البقرة:128]
          الْقَوَاعِدُ: أَسَاسُهُ، وَاحِدَتُها قَاعِدَةٌ).
          قلتُ: وقال الكِسائيُّ: الجُدْرُ، {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ} واحدتهنَّ قاعدٌ، أي بإسقاط هاء التأنيث لأنَّها قعدت عن الحيض، والقَوَاعِدُ قال الكسائي: إنها ما ذُكر.
          4484- ثُمَّ ساق حديث مالكٍ عن الزُّهْريِّ عن سالمٍ عن عبد الله بن مُحمَّد بن أبي بكرٍ عن عائشة ♦ في الاقتصار على قواعد إبراهيم.
          سلف في الحجِّ في باب: فضل مكَّة [خ¦1585].
          قال الطَّبَريُّ: اختُلف في القواعد أَحْدَثاها أمْ كانت قديمةً قبلَهما، بناه آدمُ أو أُهبط به إلى الأرض، ثُمَّ رُفع أيَّام الطُّوفان، فرَفع إبراهيم قواعدَه، وقال آخرون: بل كان موضعُ البيت ربوةً حمراء كهيئة القبَّة، فبناه إبراهيم على أركانٍ أربعةٍ في الأرض السَّابعة، وعن ابن عبَّاسٍ: وضع البيت على أركان الماء على أربعة أركانٍ قبل أن تخلق الدُّنيا بألفي عامٍ.
          ثُمَّ اختَلف أهل التَّأويل في الَّذي رفع القواعد بعد إجماعهم على أنَّ إبراهيم كان ممَّن رفعها، فقال بعضهم: رفعها إبراهيم وإسماعيل جميعًا، وقال آخرون: بل رفعها إبراهيمُ وكان إسماعيل يناوله الحجارة، وبُني مِنْ خمسة أجبلٍ: حِراء وثَبير والطُّورِ ولبنان وجبل الخمر: جبلٍ بالشَّام، وفي روايةٍ: مِنْ جبل زيتا، وقال آخرون: بل الرَّافع إبراهيم وحدَه، وإسماعيل يومئذٍ طفلٌ صغيرٌ.
          وقوله: ({تَقَبَّل مِنَّا}) أي يقولان: ربَّنا، وهي قراءة أُبيٍّ وابن مسعودٍ فيما قيل، وقيل: قائلُه إسماعيل وحدَه، حكاه الطَّبَريُّ.