التوضيح لشرح الجامع البخاري

سورة {إذا الشمس كورت}

          ░░░81▒▒▒ (سُورَةُ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} [التكوير:1])
          هي مكِّيَّةٌ.
          (ص) ({انْكَدَرَتْ} [التكوير:2] انْتَثَرَتْ) أي مِنَ السَّماء فتساقطت على الأرض.
          (ص) (قَالَ الحَسَنُ: {سُجِّرَتْ} [التكوير:6] ذَهَبَ مَاؤُهَا فَلَا يَبْقَى منه قَطْرَةٌ) أخرجه ابنُ أبي حاتمٍ عن أبي سعيدٍ الأشجِّ حدَّثَنا إسماعيل بن عُليَّة عن أبي رجاءٍ عنه.
          (ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {الْمَسْجُورِ} [الطور:6] المَمْلُوءُ) أخرجه أيضًا عن الحسين بن السَّكَن البصريّ، حدَّثَنا سهل بن بكَّارٍ، حدَّثَنا أبو عَوانة عن جابرٍ عنه، وعن الحسن بن مسلمٍ قال: سُجِّرت أُوقدت، وقرأ الحسنُ وأهلُ مكَّة والبصرة بالتَّخفيف والباقون بالتَّشديد.
          ثُمَّ قال البخاريُّ: (وَقَالَ غَيْرُهُ: سُجِرَتْ أَفْضَى بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ، فَصَارَتْ بَحْرًا وَاحِدًا) قلتُ: هو قول مقاتلٍ والضَّحَّاك، وحكاه الثَّعلبيُّ عن مجاهدٍ، وقال الحسن: ذهبَ ماؤُها فلم يبقَ منها قطرةٌ.
          (ص) (الْخُنَّسُ: تَخْنِسُ فِي مُجْرَاهَا تَرْجِعُ، وَتَكْنِسُ تَسْتَتِرُ) أي نهارًا (كَمَا تَكْنِسُ الظِّبَاءُ) قلتُ: وهي الكواكب الخمسة السَّيَّارة: زُحل والمُشتري والمرِّيخ والزُّهرة وعُطارد، وقيل: جميع الكواكب تخنس نهارًا وتكنس ليلًا، وقيل: هي بقر الوحش إذا رأت الإنس تخنس وتدخل كنَّاسها.
          (ص) ({تَنَفَّسَ} [التكوير:18] ارْتَفَعَ) أي وامتدَّ، وقيل: أقبلَ وأضاءَ وبدا أوَّله.
          (ص) (وَالظَّنِينُ المُتَّهَمُ، وَالضَّنِينُ: يضنُّ بِهِ) أي يُبخَل به، يُقَالُ: ضَنِنتُ بالشَّيء أَضنُّ به ضنًّا وضنانةً على وزن عَمِلْتُ، قال ابنُ فارسٍ: ضَنَنْتُ أَضِنُّ لغةٌ، قلت: وهما قراءتان _أعني بالظَّاء وبالضَّاد_ بمعنيين.
          (ص) (وَقَالَ عُمَرُ: {النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} [التكوير:7] يُزَوَّجُ نَظِيرَهُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، ثُمَّ قَرَأَ: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات:22]) أخرجه عبدُ بنُ حُميدٍ عن أبي نُعَيْمٍ حدَّثَنا سفيان عن سِماكٍ عن النُّعمان بن بشيرٍ عنه، وفي لفظٍ: الفاجرُ مع الفاجرة والصَّالح مع الصَّالحة، وقال الضَّحَّاك: زوِّجَتِ الأرواح للأجساد، قال عِكرمة: أي تردُّ إليها، وقال الكَلبيُّ: زوِّج المؤمنُ الحورَ العين، والكافرُ الشَّيطان، وقال الرَّبيع بن خُثيمٍ: يجيء المرءُ مع صاحب عمله يزوَّج الرَّجُل بنظيره مِنْ أهل الجنَّة، وبنظيره مِنْ أهل النَّار، وقال الحسن: ألحقَ كلُّ امرئ بشيعته، وقال عِكرمة: يُحشَر الزَّاني مع الزَّانية، والمحسن مع المحسنة.
          (ص) ({عَسْعَسَ} [التكوير:17] أَدْبَرَ) أخرجه ابنُ جريرٍ عن ابن عبَّاسٍ، وعن قَتَادة والضَّحَّاك وعليٍّ نحوه، وقال مجاهدٌ: إقبالُه وإدبارُه، وقال ابن زيدٍ: {عَسْعَسَ} ولَّى وسعسع مِنْ هاهنا، وأشار إلى المشرق إطلاع الفجر، وقال الحسن: {عَسْعَسَ} أقبل بظلامه، وعنه: إذا غشي النَّاس، وقيل: دنا مِنْ أوَّله وأظلم.