التوضيح لشرح الجامع البخاري

كهيعص

          ░░░19▒▒▒ (وَمِنْ سُورَةِ {كهيعص}).
          قال مقاتلٌ: هي مكِّيَّةٌ إلَّا سجدتُها، وعنه فيما حكاه القُرْطُبيُّ: نزلت بعد المهاجَرة إلى أرض الحبشة، قال السَّخاويُّ: ونزلت بعد فاطرٍ وقبل طه، وعن الكلبيِّ: {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [مريم:71] نزلت بالمدينة في عبد الله بن رواحة، وقصَّته لا تدلُّ على ذلك.
          (ص) (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {أَسْمِع بِهِمْ وأَبْصِرْ} اللهُ يَقُولُهُ، وَهُمُ اليَوْمَ لا يَسْمَعُونَ وَلا يُبْصِرُونَ، {فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} يَعْنِي بقَوْلَهُ أَسْمِعْ وَأَبْصِرْ: الكُفَّارُ يَوْمَئِذٍ أَسْمَعُ شَيْءٍ وَأَبْصَرُ) وهذا أخرجه ابن المُنْذر مِنْ حديث عَطاءٍ عنه.
          (ص) ({لَأَرْجُمَنَّكَ} لأَشْتِمَنَّكَ) أخرجه ابن المُنْذر عن ابن عبَّاسٍ أيضًا بهذا السَّند.
          (ص) ({وَرِئْيًا} مَنْظَرًا) أخرجه الحنظليُّ مِنْ حديث أبي ظبيان عن ابن عبَّاسٍ: الأثاث المتاع، والرِّئيُ المنظر. وقيل: الأثاثُ المالُ والرِّئيُ المنظر الحسن، قيل: واحد الأثاث أثاثةٌ، وقيل: لا واحد له مِنْ لفظه.
          (ص) (وَقَالَ ابْنُ عُيَينَةَ: {تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} تُزْعِجُهُمْ إِلَى المَعَاصِي إَزْعَاجًا) هذا أخرجه ابن عُيَينةَ في «تفسيره».
          (ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {إِدًّا} عِوَجًا) هذا أخرجه ابن المُنْذر مِنْ حديث ابن جُرَيْجٍ.
          (ص) (قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {وِرْدًا} عِطَاشًا {أَثَاثًا} مَالًا) هذا سلف، زاد الواحِديُّ عنه: مشاة، قال قَتَادة: سِيْقوا إليها وهم ظِماءٌ، والوِردُ: الجماعة الَّتي تَرِدُ الماء، ولا يرد أحدٌ الماء إلَّا بعد العطش.
          (ص) ({إِدًّا} قَوْلًا عَظِيمًا) أي كما قال: {إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا} [الإسراء:40].
          (ص) ({رِكْزًا} صَوْتًا) هذا رواه الحنظليُّ عن أبيه عن أبي صالحٍ حدَّثني معاوية عن عليٍّ عنه.
          (ص) ({غَيًّا} خُسْرَانًا) قلت: وقال ابنُ مسعودٍ وغيره عن ابن عبَّاسٍ: هو وادٍ في جهنَّم، وقال ابن مسعودٍ: هو نهرٌ في جهنَّم بعيدٌ خبيث الطَّعم، وليس معنى {يَلقَوْنَ} يرَون فقط، لأنَّ اللُّقيا معناه: الاجتماع والملابسة معها.
          (ص) ({بُكِيًّا} جَمَاعَةُ بَاكٍ) سُجَّدًا للهِ متضرِّعين إليه، قال الزَّجَّاج: قد بيَّن الله أنَّ الأنبياء كانوا إذا سمعوا آياتٍ الله سجدُوا وبكَوا.
          (ص) ({صِلِيًّا} صَلِيَ يَصْلَى) أي: دخلَها وقاسى حرَّها.
          (ص) ({نَدِيًّا} وَالنَّادِي وَاحِدٌ مَجْلِسًا) قلتُ: هو مجلسُ القوم ومجتمعهم، ومنه: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت:29].
          (ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: / {فَلْيَمْدُدْ} [مريم:75] فَلْيَدَعْهُ) قلتُ: وقال ابنُ عبَّاسٍ: يريد فإنَّ اللهَ يمدُّ له فيها حتَّى يستدرجَه.