التوضيح لشرح الجامع البخاري

{والتين}

          ░░░95▒▒▒ (سُورَةُ: {وَالتِّينِ} [التين:1]).
          هي مكِّيَّةٌ، وبه جزم الثَّعلبيُّ، وادَّعى أبو العبَّاس نفي الخلاف فيه، وقال قَتَادة: مدنيَّةٌ حكاه ابن النَّقيب، وقاله ابن عُيَيْنة أيضًا في «تفسيره».
          (ص) (قَالَ مُجَاهِدٌ: هُوَ التِّيْنُ وَالزَّيْتُونُ الَّذِي يَأْكُلُ النَّاسُ) أخرجه عبدُ بن حُمَيدٍ عن شَبَابة عن وَرقاءَ عن ابن أبي نَجِيحٍ عنه، قال: التِّيْنُ والزَّيتونُ الفاكهةُ الَّذِي يأكل النَّاس، وفي رواية خُصَيفٍ عنه: التِّيْنُ هذا التِّيْن، والزَّيتونُ هذا الزَّيتون. وفي رواية سفيان عن عبد اللَّه مثله، وفيه قولٌ ثانٍ: أنَّ الأوَّل الجبل الَّذِي عليه دمشق، والثَّاني الجبل الَّذِي عليه بيت المقدس، قاله قَتَادة، وثالثٌ وهو قول أبي عبد اللَّه الفارسيِّ: التِّيْنُ مسجد دمشق، والزَّيتون مسجد بيت المقدس، ورابعٌ وهو قول مُحمَّد بن كعبٍ: التِّيْنُ مسجد أصحاب الكهف، والزَّيتون مسجد إِيْلِياء، أي وهو بيت المقدس، وخامسٌ: هما مسجدان بالشَّام قاله الضَّحَّاك، وفي «تفسير ابن عبَّاسٍ» عن معاذ بن جبلٍ قولٌ سادسٌ: التِّيْنُ مسجدُ إصْطَخْر الَّذِي كان لسليمان، والزَّيتون مسجد بيت المقدس، وروى ابن جريرٍ عن ابن عبَّاسٍ: التينُ مسجدُ نوحٍ الَّذِي بني على الجُوديِّ، والزَّيتونُ مسجدُ بيتِ المقدس، وهو سابعٌ، قال: ويُقَالُ: {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ} [التِّين:1-2] ثلاثُ مساجد بالشَّام، وقيل: التِّيْن جبالٌ ما بين حُلوان إلى همَذَان، والزَّيتون جبال الشَّام، وقيل: هما طَور سِينا وطَور زِيتا بالسُّرْيانيَّة، ينبتان التِّيْنَ والزَّيتونَ.
          (ص) ({تَقْوِيمٍ} [التِّينِ:4] خَلْقِ) أي أحسن صورةٍ وأعدل قامةٍ، وذلك أنَّه خلقَ كلَّ شيءٍ منكبًّا على وجهه إلَّا الإنسان، وقال أبو بكر بن طاهرٍ: / مزيَّنًا بالعقل مؤدَّبًا بالأمر مهذَّبًا بالتَّمييز، مديد القامة، يتناول مأكوله بيده.
          (ص) ({فَمَا يُكَذِّبُكَ} [التِّيْن:7] فَمَا الَّذِي يُكَذِّبُكَ بِأَنَّ النَّاس يُدَانُونَ بِأَعْمالِهِمْ، كَأَنَّهُ قَالَ: وَمَنْ يَقْدِرُ عَلَى تَكْذِيبِكَ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ) كأنَّه جعل (مَا) لِمَنْ يعقل، وهذا بعيدٌ، وقال منصورٌ: قلتُ لمجاهدٍ: {فَمَا يُكَذِّبُكَ} أيُّها الشَّاكُّ بعدما تبيَّن مِنْ قدرة اللَّهِ بالثَّواب والحساب مِنْ قولهم: كما تدين تدان.
          4952- ثُمَّ ذكر حديثَ البراءِ بن عَازبٍ ☻: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم كَانَ فِي سَفَرٍ فَقَرَأَ فِي العِشَاءِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ).
          وهذا الحديثُ سلفَ في الصَّلاة [خ¦767].