التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب → غريب الآيات 14-63←

          ░2▒ (بَابٌ: قَالَ مُجَاهِدٌ: {إِلَى شَيَاطِينِهِمْ} [البقرة:14] أَصْحَابِهِمْ مِنَ المُنَافِقِينَ وَالمُشْرِكِينَ، {مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ} [البقرة:19] اللهُ جَامِعُهُمْ، {عَلَى الْخَاشِعِينَ} [البقرة:45] عَلَى المُؤْمِنِينَ حَقًّا، قَالَ مُجَاهدٌ: {بِقُوَّةٍ} [البقرة:63] يَعْمَلُ بِمَا فِيهِ).
          هذا كلُّه أخرجه عبدُ بنُ حُمَيدٍ عن شَبَابة عن وَرقاءَ عن ابنِ أبي نَجِيحٍ عن مجاهدٍ، وقال السُّدِّيُّ في {شَيَاطِينِهِمْ}: رؤوسِهم في الكفر، وشيطانُ مشتقٌّ مِنْ شاطَ إذا بَعُد، والمراد: جامعُهم يوم القيامة ليعاقبهم، وقيل: أي يصيبهم متى شاء، وعن مجاهدٍ في قوَّةٍ: بجدٍّ، وقيل: بكثرةِ دَرْسٍ.
          (ص) (وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: {مَرَضٌ} شَكٌّ) أي ونفاقٌ، ({صِبْغَةَ} دِيْن، {وَمَا خَلْفَهَا} عِبْرَةٌ لِمَنْ بَقِيَ، {لَا شِيَةَ} لَا بَيَاضَ).
          ما ذكره في ({صِبْغَةَ}) هو قول قَتَادة أيضًا، وقال مجاهدٌ: أي فطرةَ الله، وقال الكِسَائيُّ: هو إغراءٌ، أي الزموا تطهيرَ الله بالإسلام، لا ما تفعله اليهود والنَّصارى، وقيل: هي الخِتان، اختتنَ إبراهيمُ فَجَرَتِ الصِّبغة على الخِتان لصَبغِهم الغلمان في الماء.
          وقوله: ({وَمَا خَلْفَهَا} عِبْرَةٌ لِمَنْ بَقِيَ) المعنى: لما بين يدي العقوبة مِنْ ذنوبهم، ({وَمَا خَلْفَهَا}) مَنْ يعمل مثلَها فيخافُ العامل أن يُمسَخ به، فالضَّمير للعقوبة، وقال ابن عبَّاسٍ: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} لِمَنْ حضر معهم، {وَمَا خَلفَهَا} لِمَنْ أتى مِنْ بعدهم. و{مَوْعِظَةً لِلمُتَّقِينَ} أمَّة مُحمَّدٍ صلعم أن ينتهكوا حرمة الله فيصيبَهم ما أصاب أصحاب السَّبت، وقال مجاهدٌ: مَا بَيْنَ يَدَيْهَا: ما قد مضى مِنْ خطاياهم، و{وَمَا خَلفَهَا} الَّتي أُهلكوا بها. وقال قَتَادة: {لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا} مِنْ ذنوبهم، {وَمَا خَلفَهَا} مِنْ صيدهم الحيتانَ.
          وما ذكره في ({شِيَةَ} لَا بَيَاضَ) وقيل: لا لون فيها يخالف جلدها، وقيل: لا بياض ولا سواد، وقيل نحو الأقلِّ.
          (ص) (وَقَالَ غَيْرُهُ: {يَسُومُونَكُمْ} يُوَلُّونَكُمْ) وهو قول أبي عُبيدةَ، وقيل: يصرفونَكم في العذاب مرَّةً كذا ومرَّةً كذا، كما يُفعل في الإبل السَّائمة، والمعنى: يسومونكم على سوء العذاب، أي يذيقونكم أشدَّه.
          (ص) ({ابْتَلَى} اخْتَبَرَ) وقيل: أمر.
          (ص) ({الوَلَايَةُ} مَفْتُوحَةً مَصْدَرُ الوَلَاءِ، وَهِيَ الرُّبُوبِيَّةُ، وَإِذَا كُسِرَتِ الوَاوُ فَهِيَ الإِمَارَةُ) هو كما قال، وذكر في سورة الكهف [خ¦4724]: الوَلايَةُ مَصدَرُ وَلِيَ، وهناك موضعه.
          (ص) (قَالَ بَعْضُهُمْ: الحُبُوبُ الَّتِي تُؤكَلُ كُلُّهَا فُومٌ) قلتُ: قال ابن عبَّاسٍ: إنَّها البُرُّ بعينِه، وقال مجاهدٌ وغيرُه: هو الخبز، وقال الضَّحَّاك: هو الثُّوم في قراءة عبد الله، قيل: أُبدلت الثَّاء فاءً.
          (ص) ({فَادَّارَأْتُمْ} اخْتَلَفْتُمْ) هو كما قال.
          (ص) (وَقَالَ قَتَادَةُ: {فَبَاءُوا} انْقَلَبُوا) قلتُ: وقيل: رجعوا، وهو بمعناه.
          (ص) ({يَسْتَفْتِحُونَ} يَسْتَنْصِرُونَ، {شَرَوْا} بَاعُوا) هو كما قال.
          (ص) ({رَاعِنَا} مِنَ الرُّعُونَةُ، إِذَا أَرَادُوا أَنْ يُحَمِّقُوا إِنْسَانًا قَالُوا: رَاعِنَا) قلتُ: أو أَرْعِنا سمعَك فاسمع بها ونسمع منك.
          (ص) ({لَا يَجْزِي} لَا يُغْنِي {خُطَوَاتِ} مِنَ الخَطْوِ، وَالْمَعْنَى: آثَارَهُ).