التوضيح لشرح الجامع البخاري

{والصافات}

          ░░░37▒▒▒ (وَمِنْ سُورَةِ: {وَالصَّافَّاتِ})
          هي مكِّيَّةٌ، وعن عبد الرَّحْمنِ بن زيدٍ: إلَّا {قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ} [الصافات:51] إلى آخر القصَّة، ونزلت بعد الأنعام وقبل لقمان، كما قاله السَّخَاويُّ.
          (ص) (قَالَ مُجَاهِدٌ: {وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ} [الصافات:8] يُرْمَوْنَ) أي مِنْ كلِّ جانبٍ مِنْ آفاق السَّماء.
          (ص) ({وَاصِبٌ}: دَائِمٌ) قلتُ: ونظيرُه: {وَلَهُ الدِّينُ وَاصِبًا} [النحل:52] وقال ابن عبَّاسٍ: شديدٌ، وقال الكَلبيُّ: موجعٌ.
          (ص) ({لَازِبٍ} [الصافات:11] لازمٍ) أي بإبدال الميم باءً، كأنَّه يلزم اليد، واللَّازب: الجيد الحر يلصق ويعلق باليد، وقال السُّدِّيُّ: خالصٌ، وقال مجاهدٌ والضَّحَّاك: منتنٌ.
          (ص) ({تَأْتُونَنَا عَنِ الْيَمِينِ} [الصافات:28]، الكُفَّارُ تَقُولُهُ لِلشَّيَاطِينِ) أخرجه عبد عن مجاهدٌ، وقال قَتَادة: هو قول الإنس للجنِّ، أي تصدُّونا عن طريق الجنَّة، وقيل: هو قول التَّابعين للمتبوعين.
          (ص) ({غَوْلٌ} [الصافات:47] وَجَعُ بَطْنٍ) هو قول قَتَادة، وقال الكَلبيُّ: إثْمٌ، نظيرُه: {لَا لَغْوٌ فِيهَا وَلَا تَأْثِيمٌ} [الطور:23] وقال الحسن: صُداعٌ، وقيل: ما يُذهِب عقولَهم، وقيل: ما يُكرَه.
          (ص) ({يُنْزفُونَ} لَا تَذْهَبُ عقَولُهُمْ)، قلتُ: على قراءة كسر الزَّاي، ومَنْ قرأ بفتحها: لا ينفد شرابهم.
          (ص) ({قَرِينٌ} [الصافات:51] شَيْطَانٌ) هو قول مجاهدٍ، وقال غيرُه: كان مِنَ الإنس، قال مقاتلٌ: كانا أخوين، وقال غيره: كانا شريكين، أحدُهما خطروس وهو الكافر، والآخر يهوذا وهو المؤمن، وهما اللَّذان قصَّ اللهُ خبرَهما في سورة الكهف.
          (ص) ({يُهْرَعُونَ} [الصافات:70] كَهَيْئَةِ الهَرْوَلَةِ) أي مِنَ الإسراع.
          (ص) ({يَزِفُّونَ} [الصافات:94] النَّسَلاَنُ فِي المَشْيِ) وهذا أسلفَه في أحاديث الأنبياء [خ¦60/9-5164]، وقال الحسن ومجاهدٌ: يُسرعون زفيفَ النَّعام، وهو حالٌ بين المشي والطَّيران، وقال الضَّحَّاك: يسعَون، وقرأ حمزة بضمِّ أوَّله، وهما لغتان.
          (ص) ({وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا} [الصافات:158] قَالَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ: المَلاَئِكَةُ بَنَاتُ اللهِ، وَأُمَّهَاتُهُمْ بَنَاتُ سَرَوَاتِ الجِنِّ، وَقَالَ اللهُ تَعَالَى: {وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} سَتُحْضَرُ لِلْحِسَاب) قلتُ: وهذا قول مجاهدٍ، وقال قَتَادة: جعلوا الملائكة بناتٍ، وسُمُّوا جنًّا لاختفائهم عن الأبصار، وقال ابنُ عبَّاسٍ: هم مِنَ الملائكة، يُقَالُ لهم: الجنُّ، ومنهم إبليس، وقال الحسن: أشركوا الشَّيطان في عبادة الله فهو النَّسب الَّذِي جعلوه.
          (ص) (وَقَالَ ابن عبَّاسٍ: {الصَّافُّونَ} [الصافات:165] المَلاَئِكَةُ) هذا أخرجَه ابنُ جريرٍ عنه بزيادة: صافُّون تسبِّح للهِ، وعن السُّدِّيِّ: الصَّلاة.
          (ص) ({صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات:23] سَوَاءِ الجَحِيمِ وَوَسَطِ الجَحِيمِ) قلتُ: / والصِّراط الطَّريق، أي طريق النَّار.
          (ص) ({لَشَوْبًا} [الصافات:67] يُخْلَطُ طَعَامُهُمْ وَيُسَاطُ بِالْحَمِيمِ) أي وهو الماء الحارُّ الشَّديد.
          (ص) ({مَدْحُورًا} [الأعراف:18] مَطْرُودًا) قلتُ: ذلك في الأعراف، وأمَّا هنا فلفظه: {دُحُورًا} [الصافات:9] أي يبعدونهم عن مجالس الملائكة، والطَّردُ الإبعادُ.
          (ص) ({بَيْضٌ مَكْنُونٌ} [الصافات:49] اللُّؤْلُؤُ المَصُون) أي في الصَّفاء واللِّين، جمع بيضةٍ.
          (ص) ({وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ} [الصافات:78] يُذْكَرُ بِخَيْرٍ) أسلفَه في أحاديث الأنبياء [خ¦60/4-5140] عن ابن عبَّاسٍ، أي أثنينا له ثناءً حسنًا وذكرًا جميلًا فيمن بعدَه مِنَ الأنبياء والأمم.
          (ص) ({يَسْتَسْخِرُونَ} [الصافات:14] يَسْخَرُونَ) قلتُ: وقيل: يستدعي بعضُهم بعضًا إلى أن يَسخر.
          (ص) ({بَعْلًا} [الصافات:125] رَبًّا) قلتُ: وهو اسمُ صنمٍ لهم كانوا يعبدونَه، ولذلك سمِّيت مدينتهم بَعْلَبَكَّ.