التوضيح لشرح الجامع البخاري

الزمر

          ░░░39▒▒▒ (وَمِنْ سُورَةِ الزُّمَرِ)
          هي مكِّيَّةٌ، وفيها مدنيٌّ: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا} [الزمر:53] نزلت في وحشيِّ بن حربٍ، {وَمَا قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الأنعام:91] قال مقاتلٌ: وكذا قَوْله: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللهِ وَاسِعَةٌ} [الزمر:10] يعني المدينة، ونزلت بعد سورة سبأ وقبل سورة المؤمن، قاله السَّخَاويُّ.
          (ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: / {يَتَّقِي بِوَجْهِهِ} [الزمر:24] يُجَرُّ على وَجْهِهِ فِي النَّارِ، وَهُوَ قَوْلُهُ ╡: {أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [فصلت:40] {غَيْرَ ذِي عِوَجٍ} [الزمر:28]) أي غَيْرَ ذِيْ (لَبْسٍ) هذا كلُّه أخرجَه عبدُ بن حُميدٍ عن رَوحٍ عن شِبلٍ عن ابنِ أبي نَجِيحٍ عنه، ورواه الطَّبَريُّ مِنْ حديثِ ابن أبي نَجِيحٍ عنه أيضًا، قال: وقال آخرون: هو أن يُنطَلق به إلى النَّار مكتوفًا ثُمَّ يُرمى به فيها، فأوَّل ما تمسُّ النَّار وجهه، وهذا قولٌ يذكر عن ابن عبَّاسٍ بضعفٍ، قلت: وقيل: يلقى فيها مغلولًا فلا يَقدر أن يتَّقي النَّار إلَّا بوجهه، وفي الكلام حذفٌ، والمعنى: أفمن يتَّقي بوجهه سوء العذاب كمن يدخل الجنَّة؟
          (ص) ({وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ} [الزمر:29] مَثَلٌ لآلِهَتِهِمِ البَاطِلِ وَالْإِلَهِ الحَقِّ) وقال بعد ذلك: (وَرَجُلًا سِلَمًا ويُقَالُ: سَالِمًا صَالِحًا خَالِصًا) قلتُ: عامَّة القرَّاء على كسر السِّين، أي صالحًا، وقُرِئَ: {سَالِمًا} أي خالصًا، ورُوِيَ عن ابن عبَّاسٍ، وقال الزَّجَّاج: سَلَمًا وسِلمًا مصدران وُصِفَ بهما على معنى: ورجلًا ذا سِلمٍ، واختار أبو حاتمٍ سَلمًا، وقال: هو الذي لا تنازعَ فيه.
          (ص) ({وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ دُونِهِ} [الزمر:36] بِالأَوْثَانِ) أي وذلك أنَّهم خوَّفوه معرَّة الأوثان، وقالوا: إنَّك تَعيب آلهتنا وتذكرها بسوءٍ، فوالله لتكفَّنَّ عن ذكرها أو لتخبلنَّك أو يُصيبنَّك سوءٌ.
          (ص) (خَوَّلْنَا أَعْطَيْنَاه) أي نعمةً منا.
          (ص) ({وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} [الزمر:33] القُرْآنُ، {وَصَدَّقَ بِهِ} المُؤْمِنُ يَجِيءُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَقُولُ: هَذَا الَّذِي أَعْطَيْتَنِي عَمِلْتُ بِمَا فِيهِ) هذا قول الحسن، وفيه أقوالٌ أخر، وقُرِئَ: {وَصَدَقَ} مخفَّفًا.
          (ص) ({مُتَشَاكِسُونَ} [الزمر:29] الشَّكِسُ العَسِرُ لَا يَرْضَى بِالإنْصَافِ) هو قول عبد الرَّحْمنِ بن زيد بن أسلم فيما أسندَه الطَّبَريُّ عنه، وعن قَتَادة: هو المُشرك تتنازعه الشَّياطين، والشَّكس بفتح الشِّين وكسر الكاف وإسكانها، وهو في اللُّغة بالإسكان كما نقله عنهم ابن التِّينِ، وفي «الباهر»: رجل شَكْـِسٌ _بالفتح والتَّسكين_ صعبُ الخُلق، وقوم شُكسٌ بالضمِّ، وقيل: بالفتح وكسر الكاف وبالكسر والإسكان جميعًا: السَّيِّئُ الخلق.
          (ص) ({اشْمَأَزَّتْ} [الزمر:45] نَفَرَتْ) أسندَه الطَّبَريُّ عن السُّدِّيِّ، وعن مجاهدٍ: انقبضَت، قال: وذلك يوم قرأ عليهم النَّجم عند باب الكعبة، وعن قَتَادة: كَفرت قلوبهم واستكبرت.
          (ص) ({بِمَفَازَتِهِمْ} [الزمر:61] مِنَ الفَوْزِ) قلتُ: وقُرِئَ: {بِمَفَازَاتِهِمْ} على الجمع أيضًا، واختار أبو عُبيدٍ الأوَّل لأنَّ المفازة هنا: الفوز.
          (ص) ({حَافِّينَ} [الزمر:75] أَطَافُوا بِهِ مُطِيفِينَ بِحَافَيهِ: بِجَوَانبه) هذا أسندَه الطَّبَريُّ عن قَتَادة، والحِفاف _بكسر الحاء_ الجانبُ.
          (ص) ({مُتَشَابِهًا} [الزمر:23] لَيْسَ مِنَ الاشْتِبَاهِ، ولكن يُشْبِهُ بَعْضُهُ بَعْضًا فِي التَّصْدِيقِ) أسندَه الطَّبَريُّ عن سعيد بن جُبَيرٍ.