التوضيح لشرح الجامع البخاري

{اقرأ باسم ربك الذي خلق}

          ░░░96▒▒▒ (سُورَةُ: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق:1]).
          هي مكِّيَّةٌ.
          4952م# (وَقَالَ لَنَا قُتَيْبَةُ: حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَتِيقٍ عَنِ الحَسَنِ قَالَ: اكْتُبْ فِي المُصْحَفِ فِي أَوَّلِ الإِمَامِ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [الفاتحة:1]، وَاجْعَلْ بَيْنَ السُّورَتَيْنِ خَطًّا).
          هذا قد أسلفنا أنَّ البُخاريَّ يأخذُ هذا غالبًا في شيخه مذاكرةً، وهذا المذكور عن مصحف الحسن شذوذٌ كما نبَّه عليه السُّهَيليُّ، ويريد بالأوَّل قبل أمِّ الكتاب، وقال الدَّاوُديُّ: إن أرادَ خطًّا معَ باسم اللَّه فحسنٌ، وإن أراد خطًّا وحده فلم يكن الأمر على ذلك، قال ابنُ الزُّبير: قلتُ لعثمان: لِمَ لَمْ تكتبوا بسم اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيم بين الأنفال وبراءة؟ فقال: مات رسولُ صلعم ولم يثبتْه فأشكلَ علينا أن يكون منها، ولم يكتبوا شيئًا إلَّا ما حفظوه عنِ الرَّسول، وكانوا إنَّما يعرفون آخر السُّورة وأوَّل الأخرى إذا قرأ رسولُ اللَّه صلعم البسملةَ، وهي على هذا مِنَ القرآن، إذ لا يُكتب في المصحف ما ليس بقرآن، قال السُّهَيليُّ: ولا يلزم أنَّها آيةٌ مِنْ كلِّ سورةٍ ولا مِنَ الفاتحة، بل نقول: إنَّها آيةٌ مِنْ كتاب اللَّه مقترنةٌ مع السُّورة، وهو قولُ أبي حَنيفةَ وداود، ثُمَّ ادَّعى أنَّه بيِّن القوَّة لِمَنْ أنصف، ولا يسلَّم له ذلك، بل مَنْ تأمَّل الأدلَّة ظهر له أنَّها آيةٌ مِنَ الفاتحة، ومِنْ كلِّ سورةٍ، وقد سلفت الإشارة إلى بعض ذلك، وأبعد ابن القَصَّار حيث استدلَّ على كونها ليست بقرآن مِنْ أوائل السُّور مِنْ قوله: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} [العلق:1] ولم يذكرها.
          فائدةٌ: الباءُ في {بِاسْمِ رَبِّكَ} زائدةٌ، كما قاله أبو عُبيدة، {الَّذِي خَلَقَ} لأنَّ الكفَّار كانوا يعلمون أنَّه الخالق دون أصنامِهم، والإنسانُ هنا آدم وذرِّيَّته لشرفه ولأنَّ التَّنزيل إليه.