التوضيح لشرح الجامع البخاري

سورة المؤمنين

          ░░░23▒▒▒ (ومِنْ سُوْرَةِ المُؤْمِنِينَ)
          هي مكِّيَّة، وأخطأَ مَنْ قال {حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ} [المؤمنون:64]: إنَّها مدنيَّةٌ، وصحَّح الحاكمُ مِنْ حديث عمرَ مرفوعًا: ((لقد أنزلَ اللهُ عليَّ عشرَ آياتٍ مَنْ أقامَهنَّ دخلَ الجنَّةَ)) ثُمَّ قرأ: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} [المؤمنون:1] إلى عشر آياتٍ، قال السَّخَاويُّ: ونزلت بعد الأنبياء وقبل سورة تنزيل السَّجدة.
          (ص) (قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: {سَبْعَ طَرَائِقَ} [المؤمنون:17] سَبْعَ سَمَاوَاتٍ) هو في «تفسيره» كذلك: كلُّ سماءٍ طريقةٌ، سمِّيَت بذلك لتطارُقِها، وهو أنَّ بعضَها فوقَ بعضٍ.
          (ص) ({لَهَا سَابِقُونَ} [المؤمنون:61] سَبَقَتْ لَهُمُ السَّعَادَةُ) قلتُ: وقال ابنُ عبَّاسٍ: ينافِسون فيها أمثالَهم مِنْ أهل البرِّ والتَّقوى، وقال الكلبيُّ: سبقوا الأممَ إلى الخيرات.
          (ص) ({قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون:60] خَائِفُونَ) أي أَن لَا يُتقبَّل منهم ما عملوه.
          (ص) (قَالَ ابْنُ عبَّاسٍ: {هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ} [المؤمنون:36] بَعِيدٌ بَعِيدٌ) أسندَه ابنُ أبي حاتمٍ مِنْ حديث عليٍّ عنه، ومَنْ وقف على {هَيْهَاتَ} وقف بالهاء.
          (ص) ({فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ} [المؤمنون:113] المَلاَئِكَةَ) هو قول مجاهدٍ كما أسندَه ابنُ أبي حاتمٍ عنه، وإمَّا الحفظة أو الحُسَّاب.
          (ص) ({لَنَاكِبُونَ} [المؤمنون:74] لَعَادِلُونَ) أسندَه ابنُ أبي حاتمٍ عنه، أعني عن ابن عبَّاسٍ كما سلف.
          (ص) ({كَالِحُونَ} [المؤمنون:104] عَابِسُونَ) أسندَه أيضًا كذلك، وقال ابن مَسْعودٍ: الكَالِحُ الَّذي بدت أسنانُه وتقلَّصت شفتاه كالرَّأس المشوط بالنَّار.
          (ص) ({مِنْ سُلَالَةٍ} [المؤمنون:12] الوَلَدُ، وَالنُّطْفَةُ: السُّلاَلَةُ) قيل: إنَّما قيل لآدم سلالةٌ لأنَّه سُلَّ مِنْ كلِّ تربةٍ.
          (ص) (وَالْجِنَّةُ وَالْجُنُونُ وَاحِدٌ) أي حالةُ جنونٍ.
          (ص) (الْغُثَاءُ: الزَّبَدُ وَمَا ارْتَفَعَ عَلَى الْمَاءِ ممَّا لَا يُنْتَفَعُ بِهِ) قلت: والمعنى: صيَّرناهم هَلْكَى فيبسوا كما يبس الغثاء من نبات الأرض فيُهدموا.