التوضيح لشرح الجامع البخاري

{وعلم آدم الأسماء كلها}

          ░1▒ قَوْله تعالى: ({وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة:31])
          4476- (حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ☺، عَنِ النَّبِيِّ صلعم، وَقَالَ لِي خَلِيفَةُ: حَدَّثَنا يَزِيدُ بْنُ زُرِيْعٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: يَجْتَمِعُ المُؤْمِنُونَ يَوْمَ القِيَامَةَ فَيَقُولُونَ: لَوِ اسْتَشْفَعْنَا إِلَى رِبِّنَا، فَيَأْتُونَ آدَمَ ◙ فَيَقُولُونَ: أَنْتَ أَبُو النَّاسِ، خَلَقَكَ الله بِيَدِهِ...) الحديثَ.
          ويأتي في التَّوحيد وخبر الواحد [خ¦7410] [خ¦7440]، وأخرجه مسلمٌ والنَّسَائيُّ وابن ماجَهْ، وَذكر بعضُهم أنَّ البُخاريَّ روى عن خليفةَ هذا في عشرة مواضعَ مقرونًا ومفردًا، والغالب إذا أفردَه ذكره بصيغة: قال لي، فقيل: هو بمنزلة التَّحديث على رأي مَنْ يراه، وقيل بل هو على سبيل المذاكرة، وقال ابن طاهرٍ: لم يروِ عنه البُخاريُّ إلَّا حديثًا واحدًا في الدَّعوات، وهو ابنُ خيَّاطٍ الحافظ أبو عمرٍو شبَابٌ العُصْفُريُّ، صدوقٌ، مات سنة أربعين ومئتين. قيل: علَّمه الأشياء كلَّها كالآنية والسَّوط، وقيل: أسماء الملائكة، وقيل: أسماء الأشياء ومنافعها.
          وقوله في الحديثِ عن آدم: (لَسْتُ هُنَاكُمْ) يريد أنَّه لم يُخبَر أنَّ له ذلك.
          وقوله: (حتَّى أَسْتَأْذِنَ عَلَى رَبِّي) وفي روايةٍ: ((فِي دَارِهِ)) فمعناه: داره الَّتي خلقها لعباده كما قيل: بيت الله للكعبة وللمساجد.
          وقوله: (مَا بَقِيَ فِي النَّارِ إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ، وَوَجَبَ عَلَيْهِ الخُلُودُ، قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ: إِلَّا مَنْ حَبَسَهُ القُرْآنُ يَعْنِي قَوْلَ اللهِ تَعَالَى: {خَالِدِينَ فِيهَا}) أي في حقِّ الكافرين والمنافقين، وقال في روايةٍ أُخرى: ((فأمر الملائكةَ أنْ يُخرِجوا قومًا مِنَ النَّار)) وهذا لا يخالَف فيه، فقد يُؤمرون أن يخرجوهم بشفاعة سيِّدنا رَسُول الله صلعم.