التوضيح لشرح الجامع البخاري

{سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم}

          ░12▒ قوله: ({سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاس مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ...}) الآية [البقرة:432]
          4486- ذكر فيه حديثَ البَراء ☺: (أَنَّ النَّبِيَّ صلعم صَلَّى إِلَى بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا...) الحديثَ، سلف في الإيمان في باب: الصَّلاة مِنَ الإيمان [خ¦40]، وسلف مختصرًا أيضًا في باب: التَّوجُّه نحو القبلة [خ¦399]، وكان تحويل القبلة قبل بدرٍ، ولم يُقتل أحدٌ قبل بدرٍ إنَّما مات قبل التَّحويل البراءُ بن معرورٍ في صَفرٍ قبلَ مَقدم رَسُول الله صلعم المدينةَ، وأبو أُمامة أسعد بن زُرارة مات ومسجدُ رَسُول الله صلعم يُبنى بعد الهجرة بستَّة أشهرٍ، نبَّه عليه الدِّمْياطيُّ بخطِّه قِبالةً.
          قوله: (وَكَانَ الَّذِي مَاتَ عَلَى الْقِبْلَةِ قَبْلَ أَنْ تُحَوَّلَ قِبَلَ الْبَيْتِ رِجَالٌ قُتِلُوا) والمراد بالنَّاس في الآية اليهود، وعند الطَّبَريِّ: أهل الكتاب، وقيل: المنافقون. والسُّفَهَاءُ جمع سفيهٍ، والسَّفيهُ الخفيفُ العقل، مِنْ قولهم: ثوبٌ سفيهٌ إذا كان خفيفَ النَّسجِ، وقال المُؤَرِّجُ: السَّفيهُ البَهَّاتُ الكذَّاب المُتعمِّد خلافَ ما يعلم، وقال قُطْرُب: هو الجَهول الظَّلوم، قال المفسِّرون: ومعنى {سَيَقُولُ}، قال: جعلَ المستقبل موضع الماضي دلالةً على استدامة ذلك وأنَّهم مستمرُّون عليه، ومعنى {وَلَّاهُمْ}: عدلهم، و{مُسْتَقِيمٍ} بَيِّنٌ واضحٌ، أي حيث أُمر أن يصلِّي فهو طريقٌ مستقيمٌ، وأسلفنا هناك أنَّ القبلة حُوِّلت في العصر، وقيل: الظُّهر، وقيل: في الصُّبح، ذكره الدَّاوُديُّ وهو غريبٌ، نعم بلغ أهلَ قباءَ وهم في الصُّبح.