التوضيح لشرح الجامع البخاري

{وهو ألد الخصام}

          ░37▒ قوله: ({وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ} [البقرة:204]
          وَقَالَ عَطَاءٌ: النَّسْلُ الحَيَوَانُ).
          4523- ذكر فيه حديثَ قَبِيصةَ: (حدَّثَنا سُفْيَانُ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ ♦ تَرْفَعُهُ قَالَ: أَبْغَضُ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الخَصِمُ).
          ثُمَّ ذكره عنها مِنْ طريقٍ آخرَ إليها معلَّقًا بلفظ: (وَقَالَ عَبْدُ اللهِ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ)، و(عَبْدُ اللهِ) هذا هو ابنُ الوليد العَدَنيُّ، كما نبَّه عليه خلفٌ، و(سُفْيَانُ) هو ابنُ عُيَينةَ كما صرَّح به التِّرمِذيُّ والنَّسَائيُّ، وأمَّا الأوَّل فهو الثَّوْريُّ، لأنَّ قَبيصةَ كان يلازمُه، وإن كان أيضًا قد رَوى عن ابن عُيَينةَ ولكنَّه بالثَّوْريِّ أشهرُ، وذكرَه في المظالم [خ¦2457] عن أبي عاصمٍ عن ابنِ جُرَيْجٍ به.
          وأثرُ عطاءٍ أسندَه ابنُ أبي حاتمٍ عنه قال: نسلُ كلِّ دابَّةٍ والنَّاس أيضًا. قال جماعةٌ مِنْ أهل اللُّغة: النَّسلُ الولدُ، زاد بعضهم: والذُّرِّيَّة، قال ابنُ عَرفة: قيل: خصمٌ ألدُّ لإعمالِه اللَّدَدينِ فيها، وهما جانبا فِيهِ، وقيل: لأنَّك كلَّما أخذت في الحُجَّة مِنْ جانبٍ أخذَ مِنْ جانبٍ آخرَ، و(الْأَلَدُّ) الشَّديدُ الخصومةِ.