التوضيح لشرح الجامع البخاري

المدثر

          ░░░74▒▒▒ (سُورَةُ المُدَّثِّرِ)
          هي مكِّيَّةٌ، والجمهورُ على أنَّه المدَّثِّر بثيابه، وقال عِكرمة: بالنُّبوَّة وأعبائها، حكاه الماوَرْديُّ، وقال عَطَاء بن أبي مسلمٍ نزلت: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} قبل: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}.
          (ص) (وقَالَ ابن عبَّاسٍ: {عَسِيرٌ} [المدثر:9] شَدِيدٌ) أخرجه ابنُ أبي حاتمٍ عن أبيه كما سلف أيضًا.
          (ص) ({قَسْوَرَةٍ} رِكْزُ النَّاسِ وَأَصْوَاتُهُمْ، وَكُلُّ شَدِيدٍ قَسْوَرَةٌ وَقَسْوَرٌ) أخرجه أيضًا مِنْ حديث عَطاءٍ عن ابن عبَّاسٍ، يريد: فرَّت مِنْ حس النَّاس وأصواتهم، وروى عبد بن حُميدٍ عن أبي حمزة قال: قلتُ لابن عبَّاسٍ: أرأيت قوله: {فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ} [المدثر:51] أهو الأسد؟ قال: ما هي بلغة أحدٍ مِنَ العرب _أو قال: النَّاس_ إنَّما هي عُصَب الرِّجال، وفي روايةٍ: الرُّماة.
          (ص) (وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: قَسْوَرَة: الأَسَدُ) أخرجه عبدُ بن حُميدٍ مِنْ حديث زيدِ بن أسلم عن ابن سَيلان، وعنه، وقال سعيدُ بن جُبَيرٍ: هم القُنَّاص، ووزن قَسْوَرَة: فَعْوَلَة مِنَ القسر وهو القهر والغلبة.
          4922- ثُمَّ قال البخاريُّ: (حَدَّثَنَا يَحْيَى، حَدَّثَنا وَكِيعٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ المُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمن عَنْ أَوَّلِ مَا نَزَلَ مِنَ القُرْآنِ، قَالَ: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنْذِرْ} [المدثر:1]...) الحديث.
          (يَحْيَى) هذا وقع في بعضِ النُّسخ أنَّه ابنُ موسى الحُدَّانيُّ، وقد أسلفنا في أوَّل الإيمان [خ¦4] مِنْ هذا الشَّرح أنَّ الجمهور على أنَّ أوَّل ما نزل مِنَ القرآن: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}، ثُمَّ المدَّثِّر مِنْ جملة ما أُنزل أوَّلًا أيضًا.