التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدًا}

          ░5▒ ({وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَدًا...} الآية[البقرة:58].
          {رَغَدًا} واسِعًا كَثِيرًا).
          4479- (حَدَّثَنِي مُحمَّدٌ، حدَّثَنا عَبْدُ الرَّحْمن بْنُ مَهْدِيٍّ عَنِ ابْنِ المُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ☺ عَنِ النَّبِيِّ صلعم قَالَ: قِيلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ: {ادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا وَقُولُوا حِطَّةٌ} [البقرة:58]، فَدَخَلُوا يَزْحَفُونَ عَلَى أَسْتَاهِهِمْ، فَبَدَّلُوا وَقَالُوا: حِطَّةٌ، حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ).
          الشَّرح: هذا الحديث سلف في مناقب الأنبياء [خ¦3403]، ويأتي في سورة الأعراف [خ¦4641]، وأخرجه مسلمٌ والتِّرمِذيُّ والنَّسَائيُّ.
          واختُلف في هذِه القرية هل هي البَلْقاء أو الرَّملة أو بيت المقدس مِنْ باب حطَّةٍ _و(حِطَّةٌ) مغفرةٌ_ أو أَرِيحاء أو قرية الجبَّارين بقيَّة العمالقة ورأسهم عوج، أقوال، وقال مقاتلٌ: هي إيلياء، وكانت يومئذٍ مِنْ وراء البحر، سُمِّيَت قريةً لأنَّها تقرَّت، أي اجتمعت _بالفتح والكسر_ حكاها ابن سِيدَهْ، و(مُحَمَّدٌ) هذا شيخ البُخاريِّ زعم الجَيَّانيُّ أنَّ ابنَ السَّكَن وحدَه نسبَه ابن سلَّامٍ، قال: والأشبه أنَّه ابن بشَّارٍ أو ابن المثنَّى، وقد ذكرهما أبو نصرٍ مِنْ جملة شيوخه عن ابن مهديٍّ.
          وعند التِّرمِذيِّ صحيحًا: ((دخلوا مُتَزحِّفينَ على أوراكهم)) أي منحرفين، قال مجاهدٌ: دخلوا على أستاهم إلى الجبل الَّذي تجلَّى عليه ربُّ العزَّة وقالوا: حِنْطة، فنتق فوقهم الجبل، فدخلوا سجَّدًا على خوف، أعينُهم إلى الجبل. ومعنى (حِطَّةٌ): حطَّ عنَّا خطايانا، كما سلف، أي: مسألتنا / حطَّة، وأصلها النَّصب، رُفعت لإفادة الإثبات، وقيل: قولوا: لا إله إلَّا الله، وقال ابنُ عبَّاسٍ: أُمروا أن يستغفروا الله.
          وقوله: (وَقَالُوا: حِطَّةٌ، حَبَّةٌ فِي شَعَرَةٍ) أي حبَّة حنطةٍ في شعرة الحنطة، وهو السَّفَاءُ، وهو شوك الحنطة، وقيل: قالوا بالنَّبطيَّة: هطا سمقاثا، أي: حنطةٌ حمراءُ، وقال ابن مسعودٍ: قالوا: حنطةٌ حمراءُ مثقوبةٌ فيها شعرةٌ سوداءُ.