التوضيح لشرح الجامع البخاري

{إنا أنزلناه}

          ░░░97▒▒▒ {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر:1].
          هي مكِّيَّةٌ في قولِ الأكثرين، ونفى أبو العبَّاس الخلاف فيها، وقيل: مدنيَّةٌ، حكاه الماوَرْديُّ، وذكر الواحِديُّ أنَّها أوَّل سورةٍ نزلت بالمدينة.
          (ص) (الْمَطْلَعُ هُوَ الطُّلُوعُ، وَالْمَطْلِعُ هو المَوْضِعُ الَّذِي يُطْلَعُ مِنْهُ) قلتُ: والكسر للكسائيِّ وخلفٍ، والاختيارُ الفتحُ كذلك ولأنَّ معنى الاسم في هذا الموضع إنَّما هو بمعنى المصدر.
          (ص) ({أَنْزَلْنَاهُ} الهَاءُ كِنَايَةٌ عَنِ القُرْآنِ) أي لأنَّه أُنزل جملةً واحدةً في ليلة القدر، وأنكر هذا قومٌ بعقولهم وقالوا: المعنى أنَّا ابتدأنا إنزاله.
          (ص) (أَنْزَلْنَاهُ مَخْرَجَ الجَمِيعِ وَالْمُنْزِلُ هُوَ اللَّهُ وَالْعَرَبُ تُوَكِّدُ فِعْلَ الوَاحِدِ فَتَجْعَلُهُ بِلَفْظِ الجَمعِ، لِيَكُونَ أَثْبَتَ وَأَوْكَدَ) أي وتقصد به التَّعظيم، فالمُعظَّمُ يعبِّر عن نفسه بنون الجمع.