التوضيح لشرح الجامع البخاري

المجادلة

          ░░░58▒▒▒ (سُورَةُ المُجَادِلَةُ)
          هي مدنيَّةٌ، ونزلت قبل الحجرات وبعد المنافقين كما قاله السَّخَاويُّ، قال عبدُ بنُ حُميدٍ في «تفسيره»: واسمُ المجادِلة: خُوَيْلة، قال مُحمَّد بن سِيْرِين: وكان زوجُها ظاهَرَ منها، وهو أوَّل ظهارٍ كان في الإسلام، واسمُه أوسُ بن الصَّامت أخو عبادة بن الصَّامت، وفيها قولٌ ثانٍ: خولة بنت دُلَيجٍ، قاله أبو العالية، أو بنت الصَّامت كما قاله ابنُ مَنْدَهْ، وثالثٌ: بنتُ ثَعْلبة، قاله عكرمة، ورابعٌ: جميلة، قاله مجاهدٌ.
          وقول البخاريِّ في التَّوحيد [خ¦97/9-10920]: وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ تَمِيمٍ بْنِ سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ ♦، قَالَتْ: الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ الأَصْوَاتَ، لَقَدْ جَاءَت المُجَادِلَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلعم. وصلَه النَّسَائيُّ عن إسحاق بن إبراهيم عن جريرٍ، وابنُ ماجَهْ عن عليِّ بن مُحمَّدٍ، عن أبي معاوية كلاهما عن الأعمش، قال الحسن: كان الظِّهار في الجاهليَّة أشدَّ الطَّلاقِ وأحرمَ الحرام، إذا ظاهر مِنِ امرأته لم ترجع إليه أبدًا.
          (ص) (وَقَالَ مُجَاهِدٌ: {يُحَادُّونَ} [المجادلة:5] يُشَاقُّونَ) أخرجه عبدُ بنُ حُميدٍ عن شَبَابة عن وَرقاءَ عن ابن أبي نَجِيحٍ عنه.
          (ص) (ويُقَالُ: {كُبِتُوا} أُخْزِيُوا) قلتُ: وقيل: أُذِلُّوا أو أُهلكوا أو غيظوا أو صُدُّوا، وأصلُه كَبَدَهُ إذا أصابَه بوجعٍ في كبدِه، ثُمَّ أبدلت تاءً لقربها، كقولهم: سبت رأسه وسبده، أي حلقه.
          (ص) ({اسْتَحْوَذَ} [المجادلة:19] غَلَبَ) أي واستولى عليهم.