التوضيح لشرح الجامع البخاري

{قل يا أيها الكافرون}

          (░░109)▒▒ (سُورَةُ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} [الكافرون:1]).
          هي مكِّيَّةٌ، وهم أهل مكَّة، منهم الوليد بن المغيرة والعاصي وأبوه، وروى التِّرْمِذيُّ _وقال: غريبٌ_ عن ابن عبَّاسٍ وأنسٍ يرفعانه: (({إِذَا زُلْزِلَتِ} تَعْدِلُ نِصْفَ القُرْآنِ، وَ{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} تَعْدِلُ رُبُعَ القُرْآنِ))، وعن نوفلٍ أنَّه ◙ قال: ((إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} فَإِنَّها بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ)).
          (ص) (يُقَالُ: {لَكُمْ دِينُكُمْ} الكُفْرُ، {وَلِيَ دِينِ} الإِسْلاَمُ وَلَمْ يَقُلْ: دِينِي، لأَنَّ الآيَاتِ بِالنُّونِ فَحُذِفَتِ اليَاءُ كَمَا قَالَ {فَهُوَ يَهْدِيَنِ} وَ{يَشْفِيِنِ} وَقَالَ غَيْرُهُ: {لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ} الآنَ، وَلَا أُجِيبُكُمْ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمرِي {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ} وَهُمُ الَّذِينَ قَالَ: {وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا} [المائدة:64]) تحرَّزَ مِنَ الأوَّل حتَّى يظهر المراد بقوله: (وَقَالَ غَيْرُهُ) والَّذِي جزم به الثَّعلبيُّ الأوَّل، ثُمَّ قال: وهذه منسوخةٌ بآية السَّيف.