-
المقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الغسل
-
كتاب الحيض
-
باب التيمم
-
كتاب الصلاة
-
→كتاب مواقيت الصلاة←
-
→كتاب الأذان←
-
باب فرض الجمعة
-
باب صلاة الخوف
-
باب في العيدين وتجمل فيه
-
باب ما جاء في الوتر
-
كتاب الاستسقاء
-
باب الصلاة في الكسوف الشمس
-
باب ما جاء في سجود القرآن وسنتها
-
أبواب تقصير الصلاة
-
باب التهجد بالليل
-
باب فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة
-
باب استعانة اليد في الصلاة
-
باب في السهو إذا قام من ركعتي الفرض
-
كتاب الجنائز
-
باب وجوب الزكاة
-
فرض صدقة الفطر
-
كتاب الحج
-
أبواب العمرة
-
باب المحصر وجزاء الصيد
-
باب جزاء الصيد
-
فضائل المدينة
-
كتاب الصوم
-
كتاب صلاة التراويح
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب السلم
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الإجارات
-
كتاب الحوالة
-
كتاب الكفالة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
باب في الشرب
-
كتاب الاستقراض
-
باب ما يذكر في الإشخاص والملازمة والخصومة
-
باب في اللقطة وإذا أخبره رب اللقطة بالعلامة
-
كتاب المظالم والغضب
-
كتاب الشركة
-
كتاب الرهن
-
كتاب العتق
-
كتاب المكاتب
-
كتاب الهبة
-
كتاب العارية
-
كتاب الشهادات
-
كتاب الصلح
-
كتاب الشروط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الخمس
-
كتاب الجزية والموادعة مع أهل الذمة والحرب
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب الأنبياء
-
كتاب المناقب
-
باب فضائل أصحاب النبي
-
باب مناقب الانصار
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
→سورة الفاتحة←
-
سورة البقرة
-
{وعلم آدم الأسماء كلها}
-
باب → غريب الآيات 14-63←
-
قوله تعالى: {فلا تجعلوا لله أندادًا وأنتم تعلمون}
-
وقوله تعالى: {وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى}
-
باب: {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدًا}
-
قوله: {من كانَ عدوًا لجبريل}
-
باب قوله: {ما ننسخ من آية أو ننسأها}
-
باب: {وقالوا اتخذ الله ولدًا سبحانه}
-
قوله: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}
-
قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل}
-
{قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا}
-
{سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم}
-
{وكذلك جعلناكم أمةً وسطًا لتكونوا شهداء على الناس}
-
{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول}
-
باب: {قد نرى تقلب وجهك في السماء}
-
{ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية}
-
{الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم}
-
{ولكل وجهة هو موليها فاستبقوا الخيرات}
-
{ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام}
-
{ومن حيث خرجت فول وجهك شطر المسجد الحرام.}
-
{إن الصفا والمروة من شعائر الله}
-
{ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادًا}
-
{يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى}
-
باب: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام}
-
{فمن شهد منكم الشهر فليصمه}
-
{أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نساءكم}
-
{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}
-
{وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها}
-
{وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله}
-
{وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة}
-
{فمن كانَ منكم مريضًا أو به أذًى من رأسه}
-
{فمن تمتع بالعمرة إلى الحج}
-
{ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلًا من ربكم}
-
{ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس}
-
{ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنة}
-
{وهو ألد الخصام}
-
{أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين}
-
{نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لأنفسكم} الآية
-
{وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن}
-
{والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجًا يتربصن بأنفسهن}
-
{حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى}
-
{وقوموا لله قانتين}
-
{فإن خفتم فرجالًا أو ركبانًا فإذا أمنتم فاذكروا الله}
-
{وإذ قال إبراهيم رب أرنى كيف تحيى الموتى}
-
باب قوله: {أيود أحدكم أن تكون له جنة}
-
{لا يسألون الناس إلحافًا}
-
{يمحق الله الربا} يذهبه
-
{فأذنوا بحرب من الله ورسوله} فاعلموا
-
{وإن كانَ ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة}
-
{واتقوا يومًا ترجعون فيه إلى الله}
-
{وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله}
-
{وعلم آدم الأسماء كلها}
-
سورة آل عمران
-
سورة النساء
-
المائدة
-
سورة الأنعام
-
سورة الأعراف
-
الأنفال
-
سورة براءة
-
سورة يونس
-
سورة هود
-
سورة يوسف
-
سورة الرعد
-
سورة إبراهيم
-
سورة الحجر
-
سورة النحل
-
سورة بني إسرائيل
-
سورة الكهف
-
كهيعص
-
طه
-
سورة الأنبياء
-
سورة الحج
-
سورة المؤمنين
-
سورة النور
-
الفرقان
-
الشعراء
-
النمل
-
القصص
-
العنكبوت
-
{ألم غلبت الروم}
-
لقمان
-
{تنزيل} السجدة
-
الأحزاب
-
سبأ
-
الملائكة
-
سورة {يس}
-
{والصافات}
-
{ص}
-
الزمر
-
المؤمن
-
{حم} السجدة
-
{حم عسق}
-
{حم} الزخرف
-
الدخان
-
الجاثية
-
الأحقاف
-
من سورة محمد
-
سورة الفتح
-
ومن سورة الحجرات
-
سورة {ق}
-
{والذاريات}
-
{والطور}
-
{والنجم}
-
{اقتربت الساعة}
-
سورة الرحمن
-
الواقعة
-
الحديد
-
المجادلة
-
الحشر
-
الممتحنة
-
سورة الصف
-
سورة الجمعة
-
سورة المنافقين
-
سورة التغابن
-
سورة الطلاق
-
سورة المتحرم
-
{تبارك الذي بيده الملك}
-
سورة نون
-
الحاقة
-
{سأل سائل}
-
{إنا أرسلنا نوحا}
-
{قل أوحي إلي}
-
المزمل
-
المدثر
-
سورة القيامة
-
{هل أتى على الإنسان}
-
{والمرسلات}
-
{عم يتساءلون}
-
سورة {والنازعات}
-
{عبس}
-
سورة {إذا الشمس كورت}
-
{إذا السماء انفطرت}
-
سورة {ويل للمطففين}
-
سورة {إذا السماء انشقت}
-
سورة: {والسماء ذات البروج}
-
سورة الطارق
-
{سبح اسم ربك}
-
سورة {هل أتاك حديث الغاشية}
-
{والفجر}
-
{لا أقسم}
-
سورة {والشمس وضحاها}
-
{والليل إذا يغشى}
-
{والضحى}
-
{ألم نشرح}
-
{والتين}
-
{اقرأ باسم ربك الذي خلق}
-
{إنا أنزلناه}
-
{لم يكن}
-
{إذا زلزلت الأرض زلزالها}
-
{والعاديات}
-
{القارعة}
-
{ألهاكم}
-
{والعصر}
-
{ويل لكل همزة}
-
{ألم تر}
-
{لإيلاف قريش}
-
{أرأيت}
-
{إنا أعطيناك الكوثر}
-
{قل يا أيها الكافرون}
-
{إذا جاء نصر الله}
-
{تبت يدا أبي لهب وتب}
-
{قل هو الله أحد}
-
{قل أعوذ برب الفلق}
-
{قل أعوذ برب الناس}
-
→سورة الفاتحة←
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الرضاع
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب العقيقة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأضاحي
-
كتاب الأشربة
-
[كتاب المرضى]
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
[كتاب الرقاق]
-
[كتاب القدر]
-
كتاب الأيمان والنذور
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب المحاربين من أهل الكفر والردة
-
كتاب الديات
-
كتاب استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم
-
كتاب الإكراه
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب أخبار الآحاد
-
كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة
-
كتاب التوحيد
░41▒ قوله: ({وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}) الآية [البقرة:234].
4530- ساق حديثَ ابنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قال: (قَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لِعُثْمَانَ: هَذِهِ الآيَةُ الَّتِي فِي الْبَقَرَةِ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة:234] قَدْ نَسَخَتْهَا الآيَةُ الأُخْرَى، فَلِمَ تَكْتُبُهَا؟ قَالَ: نَدَعُهَا يَا ابْنَ أَخِي، لا أُغَيِّرُ شَيْئًا مِنْ مَكَانِهِ)، قال حُميدٌ يعني ابنَ الأسود: أو نحو هذا.
وعن ابنِ أبي مُلَيكة: (قَالَ ابْنُ الزُّبَيرِ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} [البقرة:240] نَسَخَتْهَا الآيَةُ الأُخْرَى، فَلِمَ تَكْتُبْهَا؟ أو تدعُها، قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي، لَا أُغَيِّرُ مِنْهُ شَيْئًا مِنْ مَكَانِهِ).
مراده بالآية الأخرى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا} [البقرة:234] وكأنَّ عثمانَ ☺ راعى الإثباتَ لأنَّه إنَّما نُسخ الحكم خاصَّةً دون اللَّفظ، وكأنَّه ظنَّ أنَّ ما نُسخ لا يُكتب وليس كما ظنَّه، بل له فوائد: ثوابُ التِّلاوة والامتثال، ولأنَّه لو أراد نسخ لفظِه لرفعه، والأكثرون _كما قال النَّحَّاس_ على أنَّ هذِه الآية ناسخةٌ لآية: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} [البقرة:240] ثُمَّ أخرج المتوفَّى عنها الحامل، كما سيأتي، ونقل عن عليٍّ أنَّ لها أن تخرج وتحجَّ إن شاءت ولا تقيم في منزلها، قال: ثُمَّ حُكي عن أربعةٍ مِنَ الصَّحابة أنَّهم لم يوجبوا عليها الإقامة في بيتها، قال: وزعم قومٌ أنَّ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} نسخها حديث: ((لا وصيَّة لوارثٍ)).
4531- ثُمَّ ساق عن إسحاقَ وهو ابنُ إبراهيم كما حدَّث به البُخاريُّ في الأحزاب [خ¦4799]، أو ابن منصورٍ كما حدَّث به في الصَّلاة [خ¦1221] وغيرها: (أَخْبَرَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا شِبْلٌ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} [البقرة:234] قَالَ: كَانَتْ هَذِهِ العِدَّةُ، تَعْتُدُّ عِنْدَ أَهْلِ زَوْجِهَا وَاجِبٌ فَأَنْزَلَ اللهُ: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ...}) إلى قوله: ({مِنْ مَعْرُوفٍ} [البقرة:240] قَالَ: جَعَلَ لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ، سَبْعَةَ أَشْهُرٍ وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَصِيَّةً إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ فِي وَصِيَّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ، وَهُوَ قَوْلُ اللهِ تَعَالَى: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ فَإِنْ خَرَجْنَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ}، وَالْعِدَّةُ كَمَا هِيَ وَاجِبٌ عَلَيْهَا، زَعَمَ ذَلِكَ عَنْ مُجَاهِدٍ) أي زعم ذلك ابنُ أبي نَجيحٍ عن مجاهدٍ، كما بيَّنه الحُمَيْديُّ.
ثُمَّ قال البُخاريُّ: (وَقَالَ عَطَاءٌ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيةُ عِدَّتَهَا عِنْدَ أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَهُو قَولُ اللهِ: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ}. قَالَ عَطَاءٌ: إِنْ شَاءَتِ اعْتَدَّتْ عِنْدَ أَهْلِهِ وَسَكَنَتْ فِي وَصِيِّتِهَا، وَإِنْ شَاءَتْ خَرَجَتْ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا فَعَلْنَ} [البقرة:240]. قَالَ عَطَاءٌ: ثُمَّ جَاءَ المِيرَاثُ فَنَسَخَ السُّكْنَى فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ، وَلا سُكْنَى لَهَا).
وهذا إنْ كان عطفًا على الإسناد الأوَّل فلا خَفاء فيه، وإلَّا فقد أخرجه أبو داود مِنْ حديث شِبلٍ عن ابن أبي نَجِيحٍ قال: قال عَطاءٌ.
ثُمَّ قال البُخاريُّ: (وَعَنْ مُحمَّدِ بْنِ يُوسُفَ حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ مُجَاهِدٍ بِهَذَا، وَعَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: نَسَخَتْ هَذِهِ الآيَةُ عِدَّتَهَا فِي أَهْلِهَا، فَتَعْتَدُّ حَيْثُ شَاءَتْ لِقَوْلِ اللهِ تَعَالَى: {غَيْرَ إِخْرَاجٍ} [البقرة:240] نَحْوَهُ).
هذا مذهبُ مجاهدٍ يحتمل أنَّ البُخاريَّ أدرجَه على رواية إسحاق السَّالفة، أو علَّقه عن شيخه مُحمَّد بن يوسف فيما نسبه أبو مسعودٍ في «أطرافه»، وقد أخرجه أبو نُعَيمٍ عن سليمان بن أحمد، حدَّثَنا عبد الله بن مُحمَّد بن سعيد بن أبي مريمَ عن مُحمَّد بن يوسف، ثُمَّ قال: ذكره البُخاريُّ عنه، وهذا مذهب مجاهدٍ: استحقاقُها ما لم تخرج، وادَّعى ابن بَطَّالٍ أنَّه مِنْ أفراده، وأنَّه لم يتابَع عليه.
وقوله: (جَعَلَ اللهُ لَهَا تَمَامَ السَّنَةِ وَصِيَّةً، إِنْ شَاءَتْ سَكَنَتْ أَوْ خَرَجَتْ) إنْ أرادَ أنَّها تخرجُ بعدَ تمام العدَّة فلا بأس به غيرَ أنَّه يذهب أنَّ ذلك للأزواج كلِّهنَّ، وليس كذلك، إنَّما هو للزَّوجة الَّتي لا ترث، فيجوز لها الوصيَّة.
ومعنى ({مَتَاعًا إِلَى الحَوْلِ}): متِّعوهنَّ متاعًا.
ومعنى ({وَصِيَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ}): فليُوصوا وصيَّةً لأزواجهم، ثُمَّ نُسخ ذلك بقوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} الآية، كانت المرأة يُنفَق عليها ما لم تخرج مِنْ بيت زوجها، فإذا خرجت قُطعت عنها، وقول عطاءٍ في المتوفَّى: لا سكنى لها، قال به أبو حَنيفةَ، ومذهب مالكٍ أنَّ لها السُّكنى إذا كانت الدَّار ملكًا للميِّت أو منافعها، وقول ابن عبَّاسٍ: نسختْها عدَّتها عند أهلها... إلى آخره، ليس ببيِّنٍ إذ ليس بموجودٍ في الكتاب ولا في السُّنَّة.
4532- ثُمَّ ساق حديثَ عبدِ الله بن عَونٍ: (عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِيْنَ قَالَ: جَلَسْتُ إِلَى مَجْلِسٍ فِيهِ عُظْمٌ مِنَ الأَنْصَارِ، فِيهِمْ عَبْدُ الرَّحْمن بْنُ أَبِي لَيْلَى، فَذَكَرْتُ حَدِيثَ عَبْدِ الله بْنِ عُتْبَةَ فِي شَأْنِ سُبَيْعَةَ بِنْتِ الحَارِثِ، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ: ولكنَّ عَمَّهُ كَانَ لا يَقُولُ ذَلِكِ، فَقُلتُ: إِنِّي لَجَرِيءٌ إِنْ كَذَبْتُ عَلَى رَجُلٍ فِي جَانِبِ الكُوفَةِ، وَرَفَعَ صَوْتَهُ، قَالَ: ثُمَّ خَرَجْتُ فَلَقِيتُ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ أَوْ مَالِكَ بْنَ عَوْفٍ، فقُلتُ: كَيْفَ كَانَ قَوْلَ ابْنِ مَسْعُودٍ فِي المُتَوَفَّى عَنْهَا زَوْجُهَا وَهيَ حَامِلٌ؟ فَقَالَ: قَالَ ابن مسعودٍ: أَتَجْعَلُونَ عَلَيْهَا التَّغْلِيظَ، وَلا تَجْعَلُونَ لَهَا الرُّخْصَةَ؟ لَنَزَلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ القُصْرى بَعْدَ الطُّولَى، وَقَالَ أَيُّوبُ عَنْ مُحمَّدٍ: لَقِيتُ أَبَا عَطِيَّةَ مَالِكَ بْنَ عَامِرٍ).
عنى ابنُ مسعودٍ أنَّ قولَه: {وَأُولَاتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ} [الطلاق:4] نزلَتْ بعدَ قوله: {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا} الآية[البقرة:234]، وقال ابنُ عبَّاسٍ وعليٌّ: إنَّما هذه في المطلَّقات، وأمَّا في الوفاة فعدَّة الحامل آخرُ الأجلين، وبه قال سُحنون، والأوَّل أشهر وعليه الفقهاء وأنَّه تخصيصٌ دلَّ عليه خبرُ سُبَيعة، وأراد ابنُ مسعودٍ بالتَّغليظ طولَ العدَّة إذا زادت مدَّة الحمل والرُّخصة إذا وضعت لأقلَّ مِنْ أربعة أشهرٍ وعشرٍ، ومفهوم كلام ابن مسعودٍ أنَّها نسختْها.
وقوله: (إِنِّي لَجَرِيءٌ) أي غير مستحْيٍ.
وحديث سُبَيعة يأتي في تفسير سورة الطَّلاق [خ¦4910] وغيره كما ستعلمُه، وذكر الطَّبَريُّ عن ابن عبَّاسٍ وذكر الآية {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} [البقرة:234] فقال: هذِه عدَّة المتوفَّى عنها زوجها إلَّا أن تكون حاملًا فالوضعُ.
ومعنى ({يَتَرَبَّصْنَ}): يحتبسن بأنفسهنَّ معتدَّاتٍ عن الأزواج، والإحدادُ إلَّا مِنْ عذرٍ، وقيل: إنَّما أُمِرَتْ بالتَّربُّص عن الأزواج خاصَّةً، وعن الحسن: إنَّما كان يرخَّص في التَّزيُّن ولا يرى الإحداد شيئًا، وعن أبي العالية وغيره: صارت هذِه العشرة مع الأشهر الأربعة لنفخ الرُّوح فيها.
وقوله: ({فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ}) أي عدَّتهن ({فَلَا جُنَاحَ}) لا إثم، وقرأ ابن مسعودٍ: {لَا حَرَجَ عَلَيْكُمْ}، والمَعْرُوفُ الحلالُ الطَّيِّب قاله مجاهدٌ، وقال ابنُ عبَّاسٍ: تزيُّنها عند انقضاء عدَّتها وتعرُّضها للتَّزويج.
وقوله: ({وَعَشْرًا}) أي عشر ليالٍ فأسقط الهاء، يدلُّ عليه قراءة ابن عبَّاسٍ: {وَعَشْرَ لَيَالٍ}، وقال المبرِّد: معناه وعشر من مُددٌ، كلُّ مدَّةٍ فيها يومٌ وليلةٌ، وقيل: مُبهم العدد ينصرف إلى اللَّيالي لسبقها، وقيل: لأنَّ التَّاريخ يكون بالليَّلة إذا كانت هي أوَّل الشَّهر واليومُ تبعٌ لها، وقيل: التَّقدير: وأزواج الَّذين يتوفَّون، حُذف المضاف، وقيل: / يتربَّصنَ بعدَّتهم، فحذف بعدَّتهم.
وزعم الرَّاغب أنَّ الأطبَّاء تقول: إنَّ الولد في الأكثر إذا كان ذكرًا يتحرَّك بعد ثلاثة أشهرٍ، وإذا كان أنثى بعد أربعة أشهرٍ، فجعل ذلك عدَّة المتوفَّى عنها، وزِيد عليها استظهارًا عشرة أيَّامٍ، وخُصَّت العشرة لأنَّها أكمل الأعداد وأشرفها. وعن أبي يوسف: المعتدَّة بالطَّلاق بالشُّهور إنْ وقع ذلك مع رؤية الهلال اعتدَّت بالأهلَّة وإن كان ناقصًا، فإن كانت وجبت في بعض شهرٍ اعتدَّت تسعين يومًا في الطَّلاق، وفي الوفاة مئةً وثلاثين يومًا، وروى يعقوبُ عن شيخه: إن كانت العدَّة وجبت في بعض شهرٍ فإنَّها تعتدُّ بما بقي مِنْ ذلك الشَّهر أيَّامًا ثُمَّ تعتدُّ بما يمرُّ عليها مِنَ الأهلَّة شهورًا، ثُمَّ تكمل الأيَّام الأُوَل ثلاثين يومًا، وإذا وجبت العدَّة مع رؤية الهلال اعتدَّت بالأهلَّة، وهو قول مُحمَّد بن الحسن ومُحمَّد بن إدريس، ورُوي عن مالكٍ.
فائدةٌ: قال ابن سلامة في «ناسخه»: ليس في كتاب الله آية ناسخةٌ في سورةٍ إلَّا والمنسوخ بعدها إلَّا قوله: {مَتَاعًا إِلَى الحَوْلِ} [البقرة:240] وآية الأحزاب: {لَا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ} [الأحزاب:52] نسختها الآية الَّتي قبلها: {إِنَّا أَحْلَلنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ} [الأحزاب:50] وهي مِنْ أعاجيبه.
وفي «تفسير ابن أبي حاتم»: نسخ {وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ} [البقرة:240] آيةُ الأحزاب {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ المُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ} [الأحزاب:49] الآية، وهو غريبٌ.