التوضيح لشرح الجامع البخاري

سورة {يس}

          ░░░36▒▒▒ (وَمِنْ سُورَةِ {يس})
          مكِّيَّةٌ، ونزلت قبل الفرقان وبعد سورة الجنِّ، كما قاله السَّخَاويُّ، وفي التِّرْمِذيِّ وقال: غريبٌ، عن أنسٍ ☺ مرفوعًا: ((مَنْ قرأَها كَتبَ اللهُ له بقراءتها قراءةَ القرآنِ عشرَ مرَّاتٍ))، وصحَّ: ((اقْرَؤوا يس على موتاكم))، زاد أحمدُ: ((لَا يقرؤها رجلٌ يُريدُ اللهَ والدَّارَ الآخرةَ إلَّا غُفر له))، وبعضُ العرب يقول: يس بفتح النُّون، وهو جائزٌ في العربيَّة لا ينصرف، والتَّسكين أجودُ كما قاله الزَّجَّاج، ويجوز خفضُها كما قاله الفرَّاء.
          (ص) (قَالَ مُجَاهِدٌ: {فَعَزَّزْنَا} [يس:14] شَدَّدْنَا) هذا أسندَه ابنُ أبي حاتمٍ مِن حديثِ ابنِ أبي نَجِيحٍ عنه، قال: ورُوِيَ عنه أيضًا: زدنا، والثَّالث: هو شمعون مع يُحنَّا وبولس أرسلهم عيسى صلعم دعاة إلى الله، والقصَّة معروفةٌ، والقرية: أنطاكية، وكان بها مِنَ الفراعنة أنطيخس يعبد الأصنام، وقيل: بُعث إليه مِنَ المرسلين صادقٌ وصدوقٌ وشلوم. وخفَّف عاصمٌ الزَّاي، ولم يؤمن مِنَ القوم غيرُ حبيبٍ النَّجار / الإسرائيليِّ.
          (ص) ({يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ} [يس:30] كَانَ حَسْرَةً عَلَيْهِمُ اسْتِهْزَاؤُهُمْ بِالرُّسُلِ) أي الثَّلاثة، فتمنَّوا الإيمان حين لم ينفعهم، وقرأ عكرمة: {يَا حَسْرَهْ عَلَى الْعِبَادِ} بجزم الهاء.
          (ص) ({أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ} [يس:40] لَا يَسْتُرُ ضَوْءُ أَحَدِهِمَا ضَوْءَ الآخَرِ وَلَا يَنْبَغِي لَهُمَا ذَلِكَ) أي لئلَّا تذهب آيتها.
          (ص) ({سَابِقُ النَّهَارِ} [يس:40] يَتَطَالَبَانِ حَثِيثَيْنِ) أي فإذا أدركَ كلُّ واحدٍ منها صاحبَه قامت القيامة، وذلك قَوْله: {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ} [القيامة:9].
          (ص) ({نَسْلَخُ} [يس:37] نُخْرِجُ أَحَدَهُمَا مِنَ الآخَرِ، وَيَجْرِي كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا) وقال الكَلبيُّ: نذهب به.
          (ص) ({مِنْ مِثْلِهِ} [يس:42] مِنَ الأَنْعَامِ) هو قولُ مجاهدٍ وقَتَادةَ، وقال ابنُ عبَّاسٍ وجماعةٌ: هي السُّفن. وكأنَّه أشبه لقَوْلِه: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ} [يس:43] وإنَّما الغرقُ في الماء.
          (ص) ({فَكِهُونَ} [يس:55] مُعْجَبُونَ) قلتُ: وقيل: ناعمون، وقيل: طيِّبون، وفي بعض النُّسخ: <فَاكِهُون>، ومعناه فرحون، وقيل: ذو فاكهةٍ، وقال الفرَّاء: معناهما واحدٌ.
          (ص) ({جُنْدٌ مُحْضَرُونَ} [يس:75] عِنْدَ الحِسَابِ) أي فلا يَدفع بعضُهم بعضًا عن النَّار.
          (ص) (وَيُذْكَرُ عَنْ عِكْرِمَةَ {الْمَشْحُونِ} [يس:41] المُوقَرُ) أي المملوء، وهو حملُ الآباء في السَّفينة والأبناء في الأصلاب.
          (ص) (وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: {طَائِرُكُمْ} [يس:19] مَصَائِبُكُمْ) قلتُ: وقال قَتَادة: أعمالُكم، وقال الحسن والأعرج: طيركم.
          (ص) ({يَنْسِلُونَ} [يس:51] يَخْرُجُونَ) قلتُ: ومنه قيل للولد: نسلٌ لأنَّه يخرج مِنْ بطن أمِّه، والنَّسَلَان والعَسَلَان: الإسراع في السَّير.
          (ص) ({مَرْقَدِنَا} [يس:52] مَخْرَجِنَا) وقيل: مقامنا وهو بمعناه.
          (ص) ({أَحْصَيْنَاهُ} [يس:12] حَفِظْنَاهُ) أي وعَدَدْناه وبيَّنَّاه.
          (ص) ({مَكَانَتِهِمْ} [يس:67] وَمَكَانُهُمْ وَاحِدٌ) أي أقعدناهم في منازلهم قردةً وخنازيرَ.