التوضيح لشرح الجامع البخاري

{وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول}

          ░14▒ (قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا...}) الآية [البقرة:143].
          4488- ذكر فيه حديثَ ابن عمر ☻: (بَيْنَا النَّاس يُصَلُّونَ الصُّبْحَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ إِذْ جَاءَ جَاءٍ فَقَالَ: قد أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صلعم قرآنٌ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الكَعْبَةَ، فَاسْتَقْبِلُوهَا، فَتَوَجَّهوا إلى الكَعْبَةِ).
          هذا الحديث سلف في الصَّلاة [خ¦403]، والآية جوابٌ لقولهم: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} والمعنى: أنَّ قريشًا كانت تألف الكعبة، فأراد الله أن يمتحنهم بغير ما أَلِفُوه ليظهرَ مَنْ يتَّبع الرَّسول ممَّن لا يتَّبعه، والمعنى: إلَّا ليعلمَ ذلك علمَ مشاهدةٍ فإنَّ مَنْ أنكر عِلمَه كَفر.
          وقوله: {وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً} قال ابن عبَّاسٍ: يعني: تحويل القبلة، فالتَّقدير: وإن كان التَّحويل لكبيرةً.