التوضيح لشرح الجامع البخاري

باب قوله: {أيود أحدكم أن تكون له جنة}

          ░47▒ قَوْله: ({أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ} إلى قَوْلِهِ: تَتَفَكَّرُونَ [البقرة:226]).
          4538- ثُمَّ ساق أثرَ ابنِ عبَّاسٍ أنَّها: (ضُرِبَتْ مَثَلًا لِعَمَلٍ، قَالَ عُمَرُ: لِغَنِيٍّ يَعْمَلُ بِطَاعَةِ الله، ثُمَّ بَعَثَ الله لَهُ الشَّيْطَانَ فَعَمِلَ بِالمَعَاصِي حتَّى أَغْرَقَ أَعْمَالَهُ).
          همزة {أَيَوَدُّ} للإنذارِ، وقُرئ: {جَنَّاتٍ} و{ضِعَافٍ} والواو في {وَأَصَابَهُ الْكِبرُ} واو الحال، وقيل: يُقال: وَدِدْتُ أن يكون كذا، ووَدِدْتُ لو كان كذا، فحَملُ العطف على المعنى كأنَّه قال: أيودُّ لو كان له جنَّةٌ فأصابَه الكبر، وخُصَّ النَّخلُ والعنب بالذِّكر لفضلِهما لأنَّ النَّخل معمول الأشجار وصَفوُها وأكرمُ ما ينبت ولأنه يشبه الحيوانَ في الاحتياج إلى التَّلقيح، ولأنَّ رأسه إذا قُطع لم يثمر بعدُ.
          وحديث ابن عبَّاسٍ ذكره أبو مسعودٍ في مسنده، وخالفه خلفٌ فذكره في مسند عمرَ.