شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب فضل صلاة العشاء في الجماعة

          ░34▒ باب: فَضْلِ الْعِشَاءِ فِي الْجَمَاعَةِ(1).
          فيه أَبو هُرَيْرَةَ قَالَ: (قَالَ(2) رسولُ اللهِ صلعم: لَيْسَ صَلاةٌ أَثْقَلَ على الْمُنَافِقِينَ مِنَ الْفَجْرِ وَالْعِشَاءِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا، لأتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا، ولَقَدْ(3) هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ الْمُؤَذِّنَ فَيُقِيمَ، ثُمَّ آمُرَ(4) رَجُلًا يَؤُمُّ النَّاسَ، ثُمَّ آخُذَ شُعَلًا مِنْ نَارٍ فَأُحَرِّقَ على مَنْ لا يَخْرُجُ إلى الصَّلاةِ بَعْدُ(5)). [خ¦657]
          قد تقدَّم الكلام في معنى هذا الحديث في باب ((الاستهام في الأذان(6)))، فلا معنى لإعادتِه(7)، وبهذا الحديث احتجَّ من قال: إنَّ الوعيد بالإحراق لمن تخلَّف عن صلاة الجماعة أُريد(8) به المنافقون لذكرهم في أول الحديث، وهذا ليس ببيِّن لأنَّه يحتمل أن يكون ◙ أخبر المؤمنين أنَّ من شأن المنافقين ثقل(9) الفجر والعشاء عليهم في الجماعة، فحذر المؤمنين من التشبِّه بهم في ذلك، وامتثال طريقتهم _والله أعلم_ وإنَّما ثقُلت صلاة العشاء على المنافقين للزومها في وقت ثقيل متَّصل بالنوم، فأشبهت صلاة الفجر في ذلك، وقد قال عثمان بن عفَّان ☺: من شهد العشاء، فكأنَّما قام نصف ليلة، ومن شهد الصبح، فكأنَّما قام ليلة(10)، وهو بيِّن في ذلك(11).


[1] في (ص): ((في جماعة)).
[2] قوله: ((قال)) ليس في (م).
[3] في (م) و(ق): ((لقد)).
[4] في (م): ((ثم آمر)) تكرر.
[5] في (م) و(ق): ((بعذر)), قوله: ((بعد)) ليس في (ص).
[6] في (م): ((على الآذان)), في (ص): ((للأذان)).
[7] في (م) و(ق): ((لتكريره)).
[8] في (م): ((عن الصلاة أريد)).
[9] زاد في (م) و(ق): ((صلاة)).
[10] في (ق): ((ليلته)).
[11] قوله: ((وهو بين في ذلك)) ليس في (م) و(ق).