شرح الجامع الصحيح لابن بطال

باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة

          ░92▒ بَاب: رَفْعِ الْبَصَرِ إلى السَّمَاءِ فِي الصَّلاة.
          فيه: أَنَس: (قَالَ النبي صلعم: مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إلى السَّمَاءِ فِي صَلاتِهِمْ، فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حتَّى قَالَ: لَيَنْتَهِيَنَّ(1) عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ). [خ¦750]
          العلماء مجمعون على القول بهذا الحديث و على كراهة(2) النظر إلى السماء في الصَّلاة، وقال ابن سيرين: كان رسول الله صلعم ممَّا ينظر إلى الشيء(3) في الصَّلاة، فيرفع بصرَه حتَّى نزلت آية(4) إن لم تكن هذه فما(5) أدري ما هي: {الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ}[المؤمنون:2]، قال: فوضع النبيُّ صلعم رأسَه.
          وقال شريح لرجل رآه يرفع(6) بصرَه ويدَه إلى السماء: اكففْ يدك واخفضْ(7) بصرك، فإنَّك(8) لن تراه، ولن تنالَه. وذكر الطبريُّ عن إبراهيم التَّيميِّ أنَّه(9) قال: كان يكرَه أن يرفع الرجل بصرَه إلى السماء في الدعاء، يعني: في غير الصَّلاة.


[1] في صحيح البخاري: ((لينتهُن)) وهو الموافق للسياق.
[2] في(ق) و(م) و(ص): ((كراهية)).
[3] في المطبوع و(ص): ((السماء)).
[4] قوله: ((آية)) ليس في (ق).
[5] في(م) و(ق): ((فلا)).
[6] في(ق) و(م) و(ص): ((رفع)).
[7] زاد في(م): ((من)).
[8] في(م): ((إنك)).
[9] قوله: ((أنه)) ليس في (م) و(ق).